وآله في نشأته الأخروية ثم على أمير المؤمنين عليهالسلام ثم على الإمام اللاحق فاللاحق إلى أن يصل في تنزله على الإمام الحيّ القائم بالأمر، مما يدلل على وساطة النبيّ صلىاللهعليهوآله في علوم المعصومين عليهمالسلام اللدنيّة منه تعالى.
وفي الرواية إشارة إلى أنّ علياً عليهالسلام كان يخطّ ما يمليه ويلقيه له بالنبيّ صلىاللهعليهوآله في تلك النشأة على فاطمة عليهاالسلام، وهذا نظير ما كان من شأن عليّ عليهاالسلام من أنّه كان يسمع مايسمعه النبيّ صلىاللهعليهوآله من الوحي ويرى ما يراه النبيّ صلىاللهعليهوآله، كما ورد ذلك في روايات عديدة وكما نقل عليهالسلام ذلك عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله: «إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلّا أنّك لستَ بنبيّ» في آخر الخطبة القاصعة من نهج البلاغة.
ويقتضيه مفاد حديث المنزلة «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» إذ كان ما يتنزّل على موسى يسمعه ويراه هارون كما هو مفاد الآيات الكريمة المشتركة بينهما فيما ينزل.
فالذي يتنزّل هو على النبيّ صلىاللهعليهوآله يراه ويسمعه عليّ عليهالسلام.
ونظير ما سيأتي من نزول الملائكة على مريم بل والوحي المباشر من الله تعالى لها، مع أنّها لم تكن نبياً ولكن كانت آيةً من حجج الله تعالي.