ثمّ انتهى الأمر إلينا».
وفي رواية عن أبي عبداللّه عليهالسلام قال:
«ليس يخرج شيء من عند اللّه عزّوجلّ حتّى يُبدأ برسول اللّه صلىاللهعليهوآله ثمّ بأمير المؤمنين عليهالسلام ثم واحداً بعد واحد لكي لا يكون آخرنا أعلم من أولنا».(١)
فالوساطة ليست في خصوص الوجود الكتبي للقرآن، بل في ايصال الحقائق النورية للقرآن إلى أنوار أرواحهم عليهمالسلام، فالإلقاء والتلقّي نوريٌ بلحاظ نشأة الملكوت المطويّ في وجوداتهم وأرواحهم كما يشير إليه قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ)(٢).
وقد بيّن الإمام أبو عبدالله الصادق عليهالسلام ما يتضمنه هذا المصدر العلمي الإلهي في رواية بقوله:
«إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله خمسة وسبعين يوماً، وكان دَخَلَها حزنٌ شديد على أبيها، وكان جبرئيل عليهالسلام يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها ويُطيّب نفسها ويُخبرها عن أبيها ومكانه، ويُخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها، وكان عليّ عليهالسلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليهاالسلام»(٣).
__________________
(١) الكافي ١/ ٢٥٥.
(٢) الواقعة/ ٧٧ ـ ٧٨.
(٣) الكافي ١/٢٤١ (كتاب الحجّة، باب في ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ...، الحديث ٥).