الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ)
(مِيثاقَ) ؛ أي : العهد. أو : ميثاق الأدلّة من جهة العقل والشرع. أو : ميثاق الأنبياء على أممهم. (١)
(لا تَعْبُدُونَ). ابن كثير وحمزة والكسائيّ بالياء التحتانيّة. والباقون بالتاء الفوقانيّة. (٢)
(لا تَعْبُدُونَ). إخبار في معنى النهي وهو أبلغ من صريح النهي. ويعضده قراءة : «لا تعبدوا» وعطف (قُولُوا) عليه فيكون على إرادة القول. وقيل : تقديره : أن لا تعبدوا. فلمّا حذف أن ، رفع. ويدلّ عليه قراءة : «أن لا تعبدوا» فيكون بدلا عن الميثاق. وقيل : إنّه جواب قسم دلّ عليه المعنى. كأنّه قال : وحلّفناهم لا تعبدون. (٣)
(حُسْناً) ؛ أي : قولا حسنا. للمبالغة. (٤)
قرأ حمزة والكسائيّ : «حسنا» بفتح الحاء والسين. (٥)
عن الصادق عليهالسلام : نزلت في أهل الذمّة ، ثمّ نسخها قوله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)(٦). (٧)
عن أبي جعفر عليهالسلام (قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) قال : قولوا للناس أحسن ما تحبّون أن يقال فيكم. (٨)
عن أبي عليّ قال : كنّا عند أبي عبد الله عليهالسلام فقال له رجل : جعلت فداك ؛ قول الله : (قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) هو للناس جميعا؟ فضحك وقال : لا ، عنى قولوا : محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله. وعليّ أهل بيته. (٩)
(ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ). على طريق الالتفات. أو الخطاب مع الموجودين منهم في عهد
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٢٩٨.
(٢) التيسير / ٦٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٢.
(٥) التيسير / ٦٤.
(٦) التوبة (٩) / ٢٩.
(٧) الخصال / ٢٧٤.
(٨) الكافي ٢ / ١٦٥ ، مجمع البيان ١ / ٢٩٨.
(٩) التهذيب ٣ / ٥٥.