[١١١] (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ)
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ) : أمرتهم على ألسنة رسلي. (١)
(إِلَى الْحَوارِيِّينَ). عن أبي جعفر : ألهمتهم. (٢)
(أَنْ آمِنُوا). يجوز أن يكون مفسّرة وأن يكون مصدريّة. (٣)
[١١٢] (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١١٢))
(إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ). مفعول أوحيت أو اذكر. (٤)
(يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ). في محلّ النصب على إتباع حركته حركة الابن. كقولك : يا زيد بن عمرو. وهي اللّغة الفاشية. ويجوز أن يكون مضموما. كقولك : يا زيد بن عمرو. (٥)
(هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ). فيه أقوال. أوّلها : هل يفعل ذلك ربّك بمسألتك إيّاه ليكون علما على صدقك؟ ولا يجوز أن يكونوا شكّوا في قدرة الله على ذلك. لأنّهم كانوا عارفين مؤمنين. وكأنّهم سألوه ذلك ليعرفوا صدقه وصحّة أمره من حيث لا يعترض عليهم فيه إشكال ولا شبهة ومن ثمّ قالوا : (وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا). كما قال إبراهيم عليهالسلام : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي). (٦) وثانيها : انّ هذا كان في ابتداء أمرهم قبل أن يستحكم معرفتهم بالله تعالى. ولذلك أنكر عليهم عيسى فقال : (اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). لأنّه لم يستكمل إيمانهم في ذلك الوقت. وثالثها : انّ معناه : هل يستجيب لك ربّك ؛ أي : هل يعطيك إن سألته؟ فيكون استطاع بمعنى أطاع ، كما يكون استجاب بمعنى أجاب. (٧)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٨٨.
(٢) تفسير العيّاشيّ ١ / ٣٥٠ ، ح ٢٢١.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٨٨.
(٤) مجمع البيان ٣ / ٤٠٧.
(٥) الكشّاف ١ / ٦٩٢.
(٦) البقرة (٢) / ٢٦٠.
(٧) مجمع البيان ٣ / ٤٠٧.