ذلك العداوة والبغضاء. (١)
(فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ). إنّما خصّهما بإعادة الذكر وشرح ما فيهما من الوبال ، تنبيها على أنّهما المقصود بالبيان وذكر الأنصاب والأزلام للدلالة على أنّهما مثلهما في الحرمة والشرارة ؛ لقوله عليهالسلام : شارب الخمر كعابد الوثن. وخصّ الصلاة من الذكر بالإفراد للتعظيم والإشعار بأنّ الصادّ عنها كالصادّ عن الإيمان من حيث إنّها عماده. (فَهَلْ أَنْتُمْ). أعاد الحثّ على الانتهاء بصيغة الاستفهام إيذانا بأنّ الأمر في المنع والتحذير بلغ الغاية وأنّ الأعذار قد انقطعت. (٢)
[٩٢] (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فيما أمرا به. (وَاحْذَرُوا) ما نهيا عنه. (فَاعْلَمُوا) ؛ أي : اعلموا أنّكم لم تضرّوا الرسول بتولّيكم ـ فإنّما عليه البلاغ وقد أدّى ـ وإنّما ضررتم به أنفسكم. (٣)
[٩٣] (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ). قيل : إنّها نزلت في القوم الذين حرّموا على نفوسهم اللّحوم وسلكوا طريق الترهيب كعثمان بن مظعون وغيره ، فبيّن الله أنّه لا جناح في تناول المباح مع اجتناب المحرّمات. قوله : (جُناحٌ) ؛ أي : إثم. (فِيما طَعِمُوا) من الخمر والميسر قبل نزول التحريم. وفي تفسير أهل البيت عليهمالسلام : (فِيما طَعِمُوا) من الحلال (إِذا مَا اتَّقَوْا) شربها بعد التحريم (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ؛ أي : الطاعات ، (ثُمَّ اتَّقَوْا) ؛ أي : داموا على الاتّقاء (وَآمَنُوا) ؛
__________________
(١) مجمع البيان ٣ / ٣٧١.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٨٢.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٨٢.