إخوته له. والوارد في الأخبار أنّ نور النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم كان في جبهة آدم وكان السجود لذلك النور تعظيما له.
وأمّا السبب في منع الله ألطافه للشيطان ، مع أنّه عبد الله في السموات ستّة آلاف سنة ، فهو أنّه أضمر في خاطره وجعل مطمح نظره من تلك العبادة هو الدنيا وزينتها ، وقد أعطاه الله ما طلب. (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها). (١) كذا جاء في الحديث. (٢)
(إِبْلِيسَ) : مشتقّ من الإبلاس وهو اليأس من رحمة الله. (اسْتَكْبَرَ) ؛ أي : امتنع عتوّا على الله وتحقيرا لصنع الله. ومن ثمّ كفر ؛ وإلّا فتارك السجود لا يكفر. إلّا على هذا النحو. (وَإِذْ قُلْنا) ؛ أي : واذكر إذ قلنا. (٣)
في الصحيح عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : هل يدخل فيه الضّلال؟ قال : نعم ، والذين كفروا أدخلوا فيه. لأنّ الله أمر الملائكة بالسجود لآدم فدخل في أمره الملائكة وإبليس. فإنّه كان مع الملائكة في السماء يعبد الله وكانت الملائكة تظنّ أنّه منهم ولم يكن منهم. فلمّا أمر الملائكة بالسجود ، أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد ، فعلمت الملائكة عند ذلك أنّه لم يكن منهم. فقيل له : كيف وقع الأمر على إبليس وإنّما أمر الله الملائكة بالسجود؟ فقال : كان إبليس منهم بالولاء ولم يكن من جنس الملائكة. وذلك أنّ الله خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس منهم حاكما في الأرض. فعتوا وأفسدوا ، فبعث الله الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه معهم إلى السماء وكان مع الملائكة إلى أن خلق آدم. (٤) فلمّا مرّ عليه وهو شبح قال : لئن أمرني الله لهذا بالسجود ، لعصيته. (٥)
(وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ). أي في علم الله ، أو بسبب الاستكبار عن السجود. أو إنّه كان من جنس الكفّار أعني الجنّ الذين كانوا في الأرض. (٦)
__________________
(١) آل عمران (٣) / ١٤٥.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٤٢.
(٣) مجمع البيان ١ / ١٩٢.
(٤) تفسير القمّيّ ١ / ٣٥ ـ ٣٦.
(٥) ليس في المصدر.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣ ، والكشّاف ١ / ١٢٧.