يجهدون جهد أيمانهم. فحذف الفعل وأقيم المصدر مقامه. أو على المصدر لأنّه بمعنى أقسموا. (حَبِطَتْ). إمّا من جملة المقول ، أو من قول الله شهادة لهم بحبوط أعمالهم. وفيه معنى التعجّب. كأنّه قيل : ما أحبط أعمالهم وما أخسرهم. (١)
(حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ). لأنّهم أوقعوها على خلاف الوجه المأمور به. (خاسِرِينَ) في الدنيا والآخرة. (٢)
[٥٤] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا). مخاطبة لأصحاب رسول الله الذين غصبوا آل محمّد حقّهم وارتدّوا عن دين الله. (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ). في القائم وأصحابه. (٣)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ـ الآية. هو من الكائنات التي أخبر عنها في القرآن قبل كونها. وقيل : كان أهل الردّة إحدى عشرة فرقة ؛ ثلاث في عهد رسول الله : بنو مدلج ، ورئيسهم ذو الخمار وهو الأسود العنسيّ. وكان كاهنا تنبّأ باليمن واستولى على بلاده وأخرج عمّال رسول الله. فكتب رسول الله إلى معاذ بن جبل وإلى سادات اليمن ، فأهلكه الله على يدي فيروز الديلميّ. وبنو حنيفة قوم مسيلمة الكذّاب. وكتب إلى رسول الله : من مسيلمة رسول الله إلى محمّد رسول الله. أمّا بعد ؛ فإنّ الأرض نصفها لي ونصفها لك. فأجاب : من محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى مسيلمة الكذّاب. أمّا بعد ؛ فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده. والعاقبة للمتّقين. فحاربه أبو بكر بجنود المسلمين ، وقتل على يدي وحشيّ قاتل حمزة ، وكان يقول : قتلت خير الناس في الجاهليّة وشرّ الناس في الإسلام. وبنو أسد. وسبع فرق في عهد أبي بكر. وفرقة واحدة في عهد عمر. (بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ). قيل : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧١.
(٢) مجمع البيان ٣ / ٣٢٠.
(٣) تفسير القمّيّ ١ / ١٧٠.