هو اسم جنس. نهاهم الله عن استحلالها بالقتال فيها. (وَلَا الْهَدْيَ) : ما أهدي إلى الكعبة. أي : لا تغصبوه أهله ولا تحولوا بينه وبين أن يبلغ محلّه من الحرم. (وَلَا الْقَلائِدَ) ؛ أي : ذوات القلائد من الهدي المقلّد بنعل أو نحوه عطفها على الهدي لزيادة الشرف. أو المراد القلائد أنفسها. أي : لا تحلّوا قلائدها فضلا أن تحلّوها. (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) : قاصدين زيارته.
(وَرِضْواناً). أي يرضى عنهم. فيكون المراد المسلمين ، فتكون الآية غير منسوخة. والجملة في موضع الحال من المستكنّ في آمّين. وقيل : معناه : يبتغون من الله أرباحا في تجاراتهم ورضوانا منه بزعمهم. فإنّ المشركين كانوا يظنّون أنّهم على سداد من دينهم. فيكون المراد النهي عن منعهم حجّ البيت وإن كانوا مشركين. ويؤيّده نزولها في رجل من بني ربيعة. وعلى هذا فالآية منسوخة بقوله : (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا)(١) وبقوله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ). (٢) قيل : إنّه لم ينسخ من المائدة سواها. (وَإِذا حَلَلْتُمْ) من إحرامكم (فَاصْطادُوا). أمر للإباحة. (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) ؛ أي : لا يحملنّكم. أو : لا يكسبنّكم. (شَنَآنُ قَوْمٍ) : بغضهم وعداوتهم. مصدر مضاف إلى الفاعل أو المفعول. (أَنْ صَدُّوكُمْ) : لأجل أنّهم صدّوكم عن المسجد الحرام عام الحديبيّة. ومن قرأ بكسر (أَنْ) فهو شرط معترض أغنى عن جوابه لا يجرمنّكم ، والمعنى : لا يكسبنّكم بغضهم وعداوتهم الانتقام منهم. (٣) (أَنْ صَدُّوكُمْ). أبو عمرو وابن كثير بكسر الهمزة على إن الشرطيّة. (شَنَآنُ قَوْمٍ). ابن عامر بسكون النون. وهو مصدر أيضا. (٤) (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ). استئناف كلام. (عَلَى الْبِرِّ) : ما أمر الله به. (وَالتَّقْوى) ؛ أي : اتّقاء ما نهاهم الله عنه. (الْعُدْوانِ) : مجاوزة ما حدّ الله لهم في دينهم. وهو كالمؤكّد للأمر السابق. (٥)
[٣] (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ
__________________
(١) التوبة (٩) / ٢٨.
(٢) التوبة (٩) / ٥.
(٣) مسالك الأفهام ٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٤.
(٤) مجمع البيان ٣ / ٢٣٥.
(٥) مجمع البيان ٣ / ٢٤٠.