[١] (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ)
عن أبي جعفر عليهالسلام : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله عقد لعليّ عليهالسلام بالخلافة في عشرة مواطن. ثمّ أنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين عليهالسلام. (١)
(أَوْفُوا بِالْعُقُودِ). قيل : المراد بها العهود التي كان أهل الجاهليّة عاهد بعضهم بعضا فيها على النصرة والمؤازرة والمظاهرة على من حاول ظلمهم. وقيل : إنّها العهود التي أخذ الله سبحانه على عباده بالإيمان وطاعته فيما أحلّ لهم أو حرّم عليهم. عن ابن عبّاس. وقيل : المراد بها العقود التي يتعاقدها الناس بينهم ويعقدها المرء على نفسه كعقد الأيمان وعقد النكاح وعقد البيع. وقيل : إنّ ذلك أمر من الله لأهل الكتاب بالوفاء بما أخذ [به] ميثاقهم من العمل بما في التوراة والإنجيل في تصديق نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله. وأقوى هذه الأقوال قول ابن عبّاس. (بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ). قيل : المراد به الأنعام وإنّما ذكر البهيمة للتأكيد. فمعناه : أحلّت لكم الأنعام. وقيل : المراد وحشيّ الأنعام كالظباء وبقر الوحش وحمير الوحش. وقيل : المراد أجنّة الأنعام إذا أشعرت. (إِلَّا ما يُتْلى). وهو قوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ) ـ الآية. (٢)(غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ). نصب على الحال من أوفوا. (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) ؛ أي : محرمون. (٣)
(بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ). عن الصادق عليهالسلام : الجنين في بطن أمّه إذا أشعر أو أوبر ، فذكاته ذكاة أمّه. فذلك الذي عنى الله عزوجل. (٤)
(غَيْرَ مُحِلِّي). نصب على الحال من الضمير في (لَكُمْ). أي : أحلّت لكم هذه الأشياء لا محلّين الصيد. (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ). حال من محلّي الصيد. كأنّه قيل : أحللنا لكم بعض الأنعام في حال امتناعكم من الصيد وأنتم محرمون لئلّا يحرج عليكم. (٥)
__________________
(١) تفسير القمّيّ ١ / ١٦٠.
(٢) المائدة (٥) / ٣.
(٣) مجمع البيان ٣ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤.
(٤) الكافي ٦ / ٢٣٤ ، ح ١.
(٥) الكشّاف ١ / ٦٠١.