سؤالهم لما يستحيل في تلك الحالة التي كانوا عليها. وذلك لا يقتضي امتناع الرؤية مطلقا. (١)
قوله : (في تلك الحالة) يعني : في الدنيا. لأنّ مذهب الأشاعرة وقوع الرؤية في الآخرة وهم قائلون بالتشبيه حيث لا يشعرون.
(الْبَيِّناتُ) : المعجزات. ولا يجوز حملها على التوراة إذ لم تأتهم بعد. (٢)
(سُلْطاناً) : تسلّطا واستيلاء ظاهرا عليهم حين أمرهم أن يقتلوا أنفسهم حتّى يتاب عليهم فأطاعوه واحتبوا بأفنيتهم والسيوف تتساقط عليهم. فيالك من سلطان مبين! (٣)
[١٥٤] (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)
(بِمِيثاقِهِمْ) ليخافوا فلا ينقضوه. (وَقُلْنا لَهُمُ) ـ والطور مظلّ عليهم ـ : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً). ولا تعدوا في السبت. وقد أخذ منهم ميثاقهم على ذلك وقولهم سمعنا وأطعنا ومعاهدتهم على أن يتمّوا عليه ، ثمّ نقضوه بعد. (٤)
(وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ) ؛ أي : الجبل ، لمّا امتنعوا من العمل بما في التوراة وقبول ما جاءهم به موسى. (بِمِيثاقِهِمْ) ؛ أي : بما أعطوا الله من العهد ليعملنّ بما في التوراة. وقيل : معناه : رفعنا الجبل فوقهم بنقض ميثاقهم الذي أخذ عليهم أن يعملوا بما في التوراة. وقيل : معناه : وإنّما نقضوه لعبادة العجل وغيرها. (٥)
(وَقُلْنا لَهُمُ) على لسان موسى والطور مظلّ عليهم. (وَقُلْنا لَهُمُ) على لسان داوود. ويحتمل أن يراد على لسان موسى حين ظلّل عليهم الجبل. فإنّه شرع السبت ، ولكن كان الاعتداء فيه والمسخ به في زمن داوود. (مِيثاقاً غَلِيظاً). وهو قولهم : سمعنا وأطعنا. (٦)
(لا تَعْدُوا) ؛ أي : لا تتجاوزوا في يوم السبت ما أحلّ لكم إلى ما حرّم الله عليكم. لأنّه
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٤٦.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٤٦.
(٣) الكشّاف ١ / ٥٨٥.
(٤) الكشّاف ١ / ٥٨٥.
(٥) مجمع البيان ٣ / ٢٠٦.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٤٦.