(حَكِيماً) يعاقب على وفق حكمته.
(نُصْلِيهِمْ ناراً) : نشويهم بها.
ابن أبي
العوجاء سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله : (كُلَّما نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ) ـ الآية ـ : ما ذنب الغير؟ قال : ويحك! هي هي وهي غيرها. قال : فمثّل لي في
ذلك شيئا من أمر الدنيا. قال : نعم. أرأيت لو أنّ رجلا أخذ لبنة فكسرها ثمّ ردّها
في ملبنها؟ فهي هي وهي غيرها.
[٥٧] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ
ظَلِيلاً)
(مُطَهَّرَةٌ). طهرن من الحيض والنفاس وجميع المعايب والأدناس
والأخلاق الدنيّة والطبائع الرديّة. (ظِلًّا ظَلِيلاً) ؛ أي : كنّا ليس فيه حرّ ولا برد بخلاف ظلّ الدنيا.
وقيل : ظلّا دائما لا تنسخة الشمس. وقيل : ظلّا متمكّنا قويّا. كما يقال : يوم
أيوم وليل أليل.
[٥٨] (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ
تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ
تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ
سَمِيعاً بَصِيراً)
(إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ) ـ الآية. الخطاب لكلّ احد في كلّ أمانة. وقيل : نزلت في عثمان بن طلحة بن
عبد الدار وكان سادن الكعبة. وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله حين دخل مكّة يوم الفتح ، أغلق عثمان باب الكعبة وصعد
السطح وأبى أن يدفع المفتاح إليه وقال : لو علمت أنّه رسول الله صلىاللهعليهوآله لم أمنعه. فلوّى عليّ عليهالسلام يده وأخذه منه وفتح ودخل رسول الله صلىاللهعليهوآله وصلّى ركعتين. فلمّا خرج ، سأله العبّاس أن يعطيه
المفتاح ويجمع له السقاية والسدانة. فنزلت. فأمر عليّا عليهالسلام أن يردّه إلى عثمان ويعتذر إليه. فقال عثمان لعليّ عليهالسلام : أكرهت وآذيت ، ثمّ جئت ترفق! فقال : أنزل الله في
شأنك قرآنا. وقرأ عليه الآية. فأسلم عثمان. فأخبر جبرئيل
__________________