ـ يعني التوراة ـ يستبدلون الضلالة بالهدى ويكذّبون النبيّ صلىاللهعليهوآله بدلا من التصديق؟ وقيل : كانت اليهود تعطي أحبارها كثيرا من أموالهم على ما كانوا يصفونه لهم ، فجعل ذلك اشتراء منهم. (وَيُرِيدُونَ) اليهود. (السَّبِيلَ) ؛ أي : عن طريق الحقّ وهو الدين والإسلام. (١)
(أَلَمْ تَرَ). من رؤية النظر أو القلب. وعدّي بإلى لتضمين معنى الانتهاء. (نَصِيباً) : حظّا يسيرا من علم التوراة. (يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ) : يختارونها على الهدى. (٢)
(يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ). يعني : ضلّوا في أمير المؤمنين عليهالسلام. (وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا). يعني : أخرجوا الناس من ولاية أمير المؤمنين وهو الصراط المستقيم. (٣)
[٤٥] (وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللهِ نَصِيراً)
(أَعْلَمُ). أي منكم. (٤)
(بِأَعْدائِكُمْ) من اليهود. (٥) فاحذروهم. (٦)
(وَكَفى بِاللهِ). الباء تزاد في فاعل كفى لتوكيد الاتّصال الإسنادىّ بالاتّصال الإضافيّ. (٧)
(وَكَفى بِاللهِ نَصِيراً). معناه : انّ ولاية الله لكم ونصرته إيّاكم يغنيكم عن نصرة هؤلاء اليهود ومن جرى مجراهم ممّن تطمعون في نصرته. (٨)
[٤٦] (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)
(مِنَ الَّذِينَ هادُوا). بيان للّذين أوتوا نصيبا من الكتاب. وقوله : (وَاللهُ أَعْلَمُ) (وَكَفى
__________________
(١) مجمع البيان ٣ / ٨٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢١٧.
(٣) تفسير القمّيّ ١ / ١٣٩.
(٤) الكشّاف ١ / ٥١٦ ، وتفسير البيضاويّ ١ / ٢١٧.
(٥) مجمع البيان ٣ / ٨٣.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٢١٧.
(٧) تفسير البيضاويّ ١ / ٢١٧.
(٨) مجمع البيان ٣ / ٨٤.