(يُرِيدُ اللهُ). (حَظًّا) ؛ أي : نصيبا من الثواب. (وَلَهُمْ) بدل الثواب. ([عَذابٌ عَظِيمٌ]). (١)
[١٧٧] (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
(إِنَّ الَّذِينَ). إمّا أن يكون تكريرا لذكرهم للتأكيد والتسجيل عليهم بما أضاف إليهم ، وإمّا أن يكون عامّا للكفّار. والأوّل خاصّا فيمن نافق من المتخلّفين أو ارتدّ عن الإسلام ، أو على العكس. و (شَيْئاً). نصب على المصدر. لأنّ المعنى شيئا من الضرر وبعض الضرر. (٢)
[١٧٨] (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)
(وَلا يَحْسَبَنَّ). عن يونس رفعه قال : قلت له : زوّج رسول الله صلىاللهعليهوآله ابنته فلانا؟ قال : نعم. قلت : فكيف زوّجه الأخرى؟ قال : قد فعل فأنزل الله : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ الآية. (٣)
(وَلا يَحْسَبَنَّ). ابن كثير وأبو عمرو بالياء وكسر السين ، وحمزة بالتاء وفتح السين. نزلت في مشركي مكّة. وقيل : في بني قريظة والنضير. (٤)
(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ). خطاب لرسول الله صلىاللهعليهوآله أو لكلّ من يحسب. و (الَّذِينَ) مفعول و (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) بدل منه. وإنّما اقتصر على مفعول واحد ، لأنّ التعويل على البدل. يعني أنّ المبدل منه في حكم الساقط والبدل ينوب مناب المفعولين ، لأنّه جملة أنّ ومعمولها. وأمّا على قراءة الياء ، فالّذين فاعل وأنّ مع ما بعده مفعول. والإملاء : الإمهال وإطالة العمر. وقيل : تخليتهم وشأنهم. من أملى لفرسه ، إذا أرخى له الحبل ليرعى كيف يشاء. (أَنَّما). استئناف بما هو العلّة للحكم قبلها وما كافّة. واللّام لام الإرادة ، وعند المعتزلة لام العاقبة. (٥)
__________________
(١) الكشّاف ١ / ٤٤٣.
(٢) الكشّاف ١ / ٤٤٤.
(٣) تفسير العيّاشيّ ١ / ٢٠٧.
(٤) مجمع البيان ٢ / ٨٩٢.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ١٩١ ـ ١٩٢.