كونهم ربّانيّين ، هضما لها واستقصارا ، والدعاء بالاستغفار منها ، مقدّما على طلب تثبيت الأقدام في مواطن الحرب والنصرة على العدوّ ، ليكون طلبهم إلى ربّهم عن طهارة وخضوع وأقرب إلى الاستجابة. (١)
[١٤٨] (فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(فَآتاهُمُ اللهُ) بسبب الاستغفار واللّجأ إلى الله. (٢)
(ثَوابَ الدُّنْيا) من النصرة والغنيمة والعزّ وطيب الذكر. وخصّ ثواب الآخرة بالحسن ، دلالة على فضله وتقدّمه وأنّه هو المعتدّ به عنده. (٣)
[١٤٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا) ـ الآية. قال عليّ عليهالسلام : نزلت في قول المنافقين للمؤمنين عند الهزيمة : ارجعوا إلى إخوانكم وادخلوا في دينهم. وعن الحسن : إن تستنصحوا اليهود والنصارى وتقبلوا منهم. لأنّهم كانوا يستغوونهم ويوقعون لهم الشبه في الدين ويقولون : لو كان نبيّا ، لما غلب ولما أصابه ما أصابهم. وإنّما هو رجل حاله كحال غيره من الناس يوما له ويوما عليه. وقيل : هو عامّ في جميع الكفّار. وإنّ على المؤمنين أن يجانبوهم ولا يطيعوهم في شيء ولا ينزلوا على حكمهم ولا على مشورتهم حتّى لا يستجرّوهم إلى موافقتهم. (٤)
[١٥٠] (بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)
(مَوْلاكُمْ) ؛ أي : ناصركم لا تحتاجون معه إلى نصرة أحد وولايته. (٥)
__________________
(١) الكشّاف ١ / ٢٢٤.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨٣.
(٣) الكشّاف ١ / ٤٢٤ ـ ٤٢٥.
(٤) الكشّاف ١ / ٤٢٥.
(٥) الكشّاف ١ / ٤٢٥.