قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    عقود المرجان في تفسير القرآن

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    تحمیل

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    349/663
    *

    الصادق عليه‌السلام : اختلاف الأمّة وتحصيل العلوم شرقا وغربا والسعي لأجله في جميع الجهات ، إذ لو كان الاختلاف رحمة ، لكان الاجتماع عذابا. ويأباه قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تجتمع أمّتي على خطأ.

    (تَفَرَّقُوا). هم اليهود والنصارى ؛ تفرّقوا بالعداوة واختلفوا في الدين. (الْبَيِّناتُ) أي : الحجج والكتب وبيّن لهم الطريق. (١)

    (الْبَيِّناتُ) الموجبة للاتّفاق على كلمة واحدة ؛ وهي كلمة الحقّ. (٢)

    [١٠٦] (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦))

    (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ). أخبر سبحانه بوقت ذلك العذاب. أي : ثبت لهم العذاب في يوم هذه صفته. وإنّما تبيضّ فيه الوجوه للمؤمنين ثوابا لهم على الإيمان والطاعة ، وتسودّ وجوه الكفّار عقوبة على الكفر والسيّئات. (أَكَفَرْتُمْ) ؛ أي : يقال لهم : أكفرتم؟ واختلف فيمن عنوا به. فقيل : إنّهم الذين كفروا بعد إظهار الإيمان بالنفاق. وقيل : هم جميع الكفّار ، لإعراضهم عن التوحيد المأخوذ عليهم ب (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)(٣) فيقال : أكفرتم بعد إيمانكم يوم الميثاق؟ وقيل : هم أهل الكتاب ؛ كفروا بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد إيمانهم بنعته وصفته قبل مبعثه. وقيل : هم أهل البدع والأهواء من هذه الأمّة. عن عليّ عليه‌السلام. وقيل : هم الخوارج. (أَكَفَرْتُمْ). الاستفهام للتوبيخ ، أو للتقرير. أي : قد كفرتم. (٤)

    البياض والسواد إمّا حقيقتان أو مجازان عن الفرح والسرور والكآبة والحزن. (٥)

    عن أبي ذرّ رضى الله عنه : لمّا نزلت هذه الآية : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ) ـ اه ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يرد علىّ أمّتي يوم القيامة على خمس رايات. فراية مع عجل هذه الأمّة. فأسألهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر ، فحرّفناه ونبذناه. وأمّا الأصغر ، فظلمناه. فأقول :

    __________________

    (١) مجمع البيان ٢ / ٨٠٧.

    (٢) الكشّاف ١ / ٣٩٩.

    (٣) الاعراف (٧) / ١٧٢.

    (٤) مجمع البيان ٢ / ٨٠٨ ـ ٨٠٩.

    (٥) تفسير البيضاويّ ١ / ١٧٤ ، وتفسير النيسابوريّ ٤ / ٣٤ ـ ٣٥.