قائمة الکتاب
إعدادات
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]
المؤلف :السيّد نعمة الله الجزائري
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسّسة شمس الضحى الثقافيّة
الصفحات :663
تحمیل
الصادق عليهالسلام : اختلاف الأمّة وتحصيل العلوم شرقا وغربا والسعي لأجله في جميع الجهات ، إذ لو كان الاختلاف رحمة ، لكان الاجتماع عذابا. ويأباه قوله صلىاللهعليهوآله : لا تجتمع أمّتي على خطأ.
(تَفَرَّقُوا). هم اليهود والنصارى ؛ تفرّقوا بالعداوة واختلفوا في الدين. (الْبَيِّناتُ) أي : الحجج والكتب وبيّن لهم الطريق. (١)
(الْبَيِّناتُ) الموجبة للاتّفاق على كلمة واحدة ؛ وهي كلمة الحقّ. (٢)
[١٠٦] (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦))
(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ). أخبر سبحانه بوقت ذلك العذاب. أي : ثبت لهم العذاب في يوم هذه صفته. وإنّما تبيضّ فيه الوجوه للمؤمنين ثوابا لهم على الإيمان والطاعة ، وتسودّ وجوه الكفّار عقوبة على الكفر والسيّئات. (أَكَفَرْتُمْ) ؛ أي : يقال لهم : أكفرتم؟ واختلف فيمن عنوا به. فقيل : إنّهم الذين كفروا بعد إظهار الإيمان بالنفاق. وقيل : هم جميع الكفّار ، لإعراضهم عن التوحيد المأخوذ عليهم ب (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)(٣) فيقال : أكفرتم بعد إيمانكم يوم الميثاق؟ وقيل : هم أهل الكتاب ؛ كفروا بالنبيّ صلىاللهعليهوآله بعد إيمانهم بنعته وصفته قبل مبعثه. وقيل : هم أهل البدع والأهواء من هذه الأمّة. عن عليّ عليهالسلام. وقيل : هم الخوارج. (أَكَفَرْتُمْ). الاستفهام للتوبيخ ، أو للتقرير. أي : قد كفرتم. (٤)
البياض والسواد إمّا حقيقتان أو مجازان عن الفرح والسرور والكآبة والحزن. (٥)
عن أبي ذرّ رضى الله عنه : لمّا نزلت هذه الآية : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ) ـ اه ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يرد علىّ أمّتي يوم القيامة على خمس رايات. فراية مع عجل هذه الأمّة. فأسألهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر ، فحرّفناه ونبذناه. وأمّا الأصغر ، فظلمناه. فأقول :
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٨٠٧.
(٢) الكشّاف ١ / ٣٩٩.
(٣) الاعراف (٧) / ١٧٢.
(٤) مجمع البيان ٢ / ٨٠٨ ـ ٨٠٩.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ١٧٤ ، وتفسير النيسابوريّ ٤ / ٣٤ ـ ٣٥.