(وُضِعَ لِلنَّاسِ) ؛ أي : بني لهم ولم يكن قبله بيت مبنيّ. (لَلَّذِي بِبَكَّةَ). كان قبل هذا البيت درّة بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقي أسّه فأمر الله إبراهيم وإسماعيل ببنيان البيت على القواعد. (١)
عن الصادق عليهالسلام قيل له : لم سمّيت بكّة؟ قال : لبكاء الناس حولها. (٢) وفيها عن الباقر عليهالسلام : لأنّه يبكّ بها الرجال والنساء والمرأة تصلّي بين يديك وعن يمينك وعن شمالك ـ الحديث. (٣)
وعن أبي جعفر عليهالسلام : لمّا أراد الله أن يخلق الأرض ، أمر الرياح فضربت وجه الماء حتّى صار موجا ، ثمّ أزبد فصار زبدا واحدا ، فجمعه في موضع البيت ثمّ جعله جبلا من زبد ، ثمّ دحا الأرض من تحته. وهو قول الله تعالى : (أَوَّلَ بَيْتٍ.) ـ الآية. (٤)
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : مكّة جملة القرية. وبكّة جملة موضع الحجر الذي يبكّ الناس بعضهم بعضا. (٥)
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ بكّة موضع البيت. وإنّ مكّة الحرم. (٦)
[٩٧] (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٩٧))
عن الصادق عليهالسلام : الآيات مقام إبراهيم ـ حيث قام على الحجر فأثّرت فيه قدماه ـ والحجر الأسود ومنزل إسماعيل عليهالسلام. (٧)
(مَقامُ إِبْراهِيمَ). عطف بيان لقوله : (آياتٌ). جعل وحده بمنزلة آيات لظهور شأنه وقوّة دلالته على قدرة الله ونبوّة إبراهيم ، من تأثير قدمه في حجر صلد. كقوله تعالى : (إِنَ
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٧٩٧.
(٢) علل الشرائع / ٣٩٧.
(٣) علل الشرائع / ٣٩٧.
(٤) الكافي ٤ / ١٨٩.
(٥) تفسير العيّاشيّ ١ / ١٨٧.
(٦) تفسير العيّاشيّ ١ / ١٨٧.
(٧) الكافي ٤ / ٢٢٣.