ثلاثمائة وبضعة عشر. (فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) ؛ أي : فلمّا تخطّى النهر طالوت وجنوده ، إلّا أنّ الكافرين انخزلوا وبقي المؤمنون عدّة أهل بدر. فلمّا رأوا كثرة جنود جالوت ، قال الكافرون منهم : (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ) ؛ أي : المؤمنون الذين عددهم عدد أهل بدر. (غُرْفَةً). ابن كثير وأبو عمرو : (غُرْفَةً) بفتح الغين. (١)
(فَلَمَّا فَصَلَ) ؛ أي : خرج لقتال العمالقة. (قالُوا) ؛ أي : قال بعضهم لبعض. (قالَ الَّذِينَ) ؛ أي : قال الخلّص منهم الذين تيقّنوا لقاء الله. وقيل : الضمير في قالوا للكثير الذين لم يعبروا معه. كأنّهم تقاولوا من وراء النهر. (٢)(بِجالُوتَ) : جبّار من العمالقة من أولاد عمليق بن عاد. وكانت بيضته فيها ثلاثمائة رطل. (٣)(كَمْ مِنْ فِئَةٍ). كم يحتمل الاستفهام والخبر. ومن مبيّنة أو مزيدة. والفئة : الفرقة من الناس. (بِإِذْنِ اللهِ) : بحكمه وتيسيره. (مَعَ الصَّابِرِينَ) بالنصر والإثابة. (٤)
(بِالْجُنُودِ). روي أنّ الوقت كان قيظا وسلكوا مفازة فسألوا أن يجري الله لهم نهرا ؛ فقال : (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ) بما اقترحتموه من النهر. ونحوه من الابتلاء ما ابتلي به أهل أيله من ترك الصيد مع إتيان الحيتان شرّعا ، بل هو أشدّ منه وأصعب. (إِلَّا) مستثنى من قوله : (فَلَيْسَ مِنِّي). (مَنِ اغْتَرَفَ). معناه الرخصة في اغتراف الغرفة باليد دون الكروع. (٥)
«ليس مني» ؛ أي : ليس من أهل ولايتي. (٦)
(قالُوا) الذين شربوا. (٧)
[٢٥٠] (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٦١٦ ـ ٦١٨.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ١٣١ ـ ١٣٢.
(٣) الكشّاف ١ / ٢٩٦.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ١٣٢.
(٥) الكشّاف ١ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥.
(٦) مجمع البيان ٢ / ٦١٧.
(٧) تفسير عليّ بن إبراهيم ١ / ٨٣.