جبرئيل على نبيّه فأخبره بأمر القوم وبما أصابوا. فلمّا قدموا على النبيّ ، ابتدأهم فسألهم عمّا وجدوا. فقالوا : وما علّمك بما وجدنا؟ فقال : أخبرني به ربّي ، وهي الألواح. قالوا : نشهد أنّك رسول الله. ودفعوها إليه. فقرأها وكتابتها بالعبرانيّ. فدفعها إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : دونك هذه. ففيها علم الأوّلين وعلم الآخرين. وهي ألواح موسى. وقد أمرني ربّي أن أدفعها إليك. فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله لست أحسن قراءتها. قال : إنّ جبرئيل عليهالسلام أمرني أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنّك تصبح وقد علمت قراءتها. قال : فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علّمه الله كلّ شيء فيها. فأمره رسول الله صلىاللهعليهوآله أن ينسخها ، فنسخها في جلد شاة. وهو الجفر. وفيه علم الأوّلين والآخرين. وهو عندنا. والألواح وعصا موسى عندنا. ونحن ورثنا النبيّ صلىاللهعليهوآله. (١) (من كتاب رياض الأبرار للمؤلّف رحمهالله ـ حسن)
[٢٤٩] (فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
(فَصَلَ) ؛ أي : خرج من مكانه وقطع الطريق بالعساكر. وكانوا ثمانين ألف. وقيل : سبعين ألف. وذلك أنّهم لمّا رأوا التابوت أيقنوا بالنصر فتبادروا إلى الجهاد. وقال طالوت : إنّ الله ممتحنكم بنهر ليميز الصادق من الكاذب. قيل : إنّما ابتلوا بذلك ليصبروا عليه فيكثر ثوابهم ويستحقّوا به النصر على عدوّهم وليتعوّدوا الصبر على الشدائد فيصبروا عند المحاربة. وهو نهر بين الأردن وفلسطين. (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً) ؛ أي : أخذ الماء مرّة واحدة باليد. ومن قرأ بالضمّ فمعناه : إلّا من شرب مقدار ملء كفّه. (فَشَرِبُوا) كلّهم (إِلَّا قَلِيلاً) :
__________________
(١) بصائر الدرجات / ١٦٠.