عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : يستحبّ للرجل أن يأتي أهله أوّل ليلة من شهر رمضان ؛ لقول الله : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ). والرفث المجامعة. (١)(الرَّفَثُ) : الجماع. (٢)
(تَخْتانُونَ) ؛ أي تخونون كثيرا بالمباشرة بعد النوم. (فَتابَ عَلَيْكُمْ). أي قبل توبتكم. (وَابْتَغُوا) ؛ أي : اطلبوا ما قضى الله لكم من الولد. عن الحسن وأكثر المفسّرين. وهو أن يجامع الرجل أهله رجاء أن يرزقه الله ولدا يعبده. أو : اطلبوا ما كتب الله لكم من الحلال الذي بيّنه في كتابه. فإنّ الله يحبّ أن يؤخذ برخصه كما يؤخذ بعزائمه. (الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ). روي أنّ عديّ بن حاتم قال للنبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّي وضعت خيطين من شعر أبيض وأسود فكنت أنظر فيهما فلا يتبيّن لي. فضحك رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى بدت نواجذه. ثمّ قال : يا بن حاتم ، إنّما ذلك بياض النهار وسواد اللّيل. (٣)
[أقول :] وأمّا السبب في الاشتباه على عديّ بن حاتم فهو إمّا غفلة عن البيان وإمّا قبل نزول قوله : (مِنَ الْفَجْرِ) ـ كما وقع في الرواية أنّه ما نزل قوله : (مِنَ الْفَجْرِ) إلّا لمّا وقع الاشتباه ـ وإمّا لأنّه ظنّ أنّ (مِنَ) هنا بمعنى في.
(وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ). عن الصادق عليهالسلام : يعني النكاح في الاعتكاف. (٤)
(الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ). عن الصادق عليهالسلام : بياض النهار من سواد اللّيل. (٥)
(إِلَى اللَّيْلِ). عنه عليهالسلام : يعني صوم رمضان. فمن رأى الهلال بالنهار ، فليتمّ صيامه. (٦)
(وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ). أراد به الجماع. عن ابن عبّاس. وقيل : الجماع وكلّ ما دونه من قبلة وغيرها. وهو مذهبنا. أي : لا تباشروهنّ في حال اعتكافكم في المساجد. والاعتكاف عندنا لا يصحّ إلّا في المساجد الأربعة : المسجد الحرام ، ومسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومسجد الكوفة ، ومسجد البصرة. وعند سائر الفقهاء يجوز في سائر المساجد ؛ إلّا أنّ مالكا قال : إنّه يختصّ بالجامع. ولا يصحّ الاعتكاف عندنا إلّا بصوم. والشافعيّ جوّزه من غير صوم. (يَتَّقُونَ) ؛
__________________
(١) الخصال / ٦١٢.
(٢) الكشّاف ١ / ٢٤٣ و ٢٣٠.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٥٠٤ ـ ٥٠٥.
(٤) الخصال / ٥٣٢.
(٥) تفسير عليّ بن إبراهيم ١ / ٦٧.
(٦) تفسير العيّاشيّ ١ / ٨٤.