[١٧٠] (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ). قال ابن عبّاس : دعا النبيّ صلىاللهعليهوآله اليهود إلى الإسلام. فقالوا : بل نتّبع ما وجدنا عليه آباءنا ، فهم كانوا أعلم بنا. فنزلت هذه الآية. وفي رواية الضحّاك أنّها نزلت في كفّار قريش. (١)
(أَوَلَوْ). الواو للحال. والهمزة بمعنى الردّ والتعجيب. ومعناه : أيتّبعونهم ولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا من الدين ولا يهتدون للصواب؟ (٢)
[١٧١] (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ)
(مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي) ؛ أي : كبهائم الذي ينعق. وقيل : معناه : ومثلهم في اتّباع آبائهم وتقليدهم لهم كمثل البهائم التي لا تسمع إلّا ظاهر الصوت ولا تفهم ما تحته. فكذلك هؤلاء يتّبعونهم على ظاهر حالهم ولا يفقهون أهم على حقّ أم باطل. وقيل : معناه : ومثلهم في دعائهم الأصنام كمثل الناعق بما لا يسمع. إلّا أنّ قوله : (إِلَّا دُعاءً وَنِداءً) لا يساعد عليه. لأنّ الأصنام لا تسمع شيئا. والنعيق : التصويت. (٣)
[تمثيلهم في دعائهم الأصنام بالناعق في نعقه ، لا يساعده قوله :](إِلَّا دُعاءً وَنِداءً) إلّا أن يجعل ذلك من التمثيل المركّب. (صُمٌّ). مرفوع على الذمّ. (لا يَعْقِلُونَ) ؛ للإخلال بالنظر والتأمّل. (٤)
(وَمَثَلُ الَّذِينَ). المعنى : مثل الذين كفروا في دعائك إيّاهم. أي : مثل الداعي لهم إلى الإيمان ، كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التي لا تفهم وإنّما تسمع الصوت. وكما أنّ الأنعام لا يحصل لها من دعاء الداعي إلّا السماع دون تفهّم المعنى ، فكذلك الكفّار لا يحصل
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٤٦١.
(٢) الكشّاف ١ / ٢١٣.
(٣) الكشّاف ١ / ٢١٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ١٠٠.