تزول بأدنى سبب. ولذلك كانوا يعدلون [عن آلهتهم] إلى الله عند الشدائد ويعبدون الأصنام زمانا ثم يرفضونهم إلى غيرهم. (١)
ومن أعجب رفضهم أنّ باهلة قبيلة من قيس لمّا ابتلاهم الله بالقحط ، أكلوا آلهتهم التي اتّخذوها من الحيس ؛ أي : التمر المخلوط بالأقط والسمن. وأقول : لم ينتفع مشرك من إلهه كانتفاعهم. (عصام)
(وَلَوْ يَرَى) ؛ أي : لو يعلم هؤلاء الذين ظلموا باتّخاذ الأنداد. قرأ ابن عامر ونافع : «ولو ترى» ـ بالتاء ـ على أنّه خطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآله. أي : ولو ترى ذلك ، لرأيت أمرا عظيما. (إِذْ يَرَوْنَ). ابن عامر بالبناء للمفعول. (أَنَّ الْقُوَّةَ). سادّ مسدّ مفعولي يرى. وجواب لو محذوف. أي : لو يعلمون أنّ القوّة لله جميعا إذا عاينوا العذاب ، لندموا أشدّ الندم. وقيل : هو متعلّق الجواب والمفعولان محذوفان. والتقدير : لو يرى الذين ظلموا أندادهم لا تنفع ، لعلموا أنّ القوّة لله كلّها لا ينفع ولا يضرّ غيره. (٢)
[١٦٦] (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (١٦٦))
(إِذْ تَبَرَّأَ). بدل من (إِذْ يَرَوْنَ). أي : إذ تبرّأ المتبوعون من الأتباع. وقرئ بالعكس. أي : إذ تبرّأ الأتباع من الرؤساء. (وَرَأَوُا) ؛ أي : رائين له. والواو للحال وقد مضمرة. وقيل : عطف على «تَبَرَّأَ». «وَتَقَطَّعَتْ». يحتمل العطف على (تَبَرَّأَ) أو (رَأَوُا). والأسباب : الوصل التي كانت بينهم من الاتّباع والاتّقاق على الدين والأغراض الداعية إلى ذلك. (٣)
عن الصادق عليهالسلام في حديث طويل يصف فيه يوم القيامة إلى أن قال : فيأتي النداء من قبل الله : يا معشر الخلائق ، هذا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام خليفة الله في أرضه وحجّته على عباده. فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا ، فليتعلّق بحبله في هذا اليوم ويتبعه إلى الدرجات العلى.
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٨.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٩.