(أَوْ نُنْسِها) : نذهب بها من خواطر الناس. (١)
(أَوْ نُنْسِها). روي : انّ رجلا من الأنصار قام جوف اللّيل يريد أن يفتتح سورة قد كان اعتادها فلم يقدر منها على شيء إلّا على (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فأتى باب النبيّ حين أصبح ليسأل النبيّ عن ذلك. ثمّ جاء آخر وآخر حتّى اجتمعوا. فسأل بعضهم بعضا ، فأخبروا بنسيان تلك السورة. فقال صلىاللهعليهوآله : نسخت البارحة من صدوركم ومن كلّ شيء كان فيه. (سعد الدين).
عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها). فقال : كذبوا. ما هكذا قال الله. قلت : فكيف قال؟ قال : ليس فيها ألف ولا واو. قال : بخير منها مثلها. يقول : ما يميت من إمام أو ينس ذكره ، يأت بخير منه من صلبه مثله. (٢)
(بِخَيْرٍ مِنْها) في السهولة ؛ كالثبات لاثنين بعد أن كان لعشر. (٣)(أَوْ مِثْلِها) ؛ كالتوجّه إلى الكعبة بعد بيت المقدس. (٤)
[١٠٧] (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)
(أَلَمْ تَعْلَمْ). الخطاب للنبيّ. والاستفهام لتقرير [أنّ له تعالى] ملك السموات فيجري أموركم على حسب مصلحتكم من ناسخ ومنسوخ. (٥)
[١٠٨] (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٨٠.
(٢) تفسير العيّاشيّ ١ / ٥٦ ، ح ٧٨.
(٣) وذلك في قوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) ثمّ نسخ ذلك بقوله : (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ). (تفسير النيسابوريّ ١ / ٣٦١)
(٤) مجمع البيان ١ / ٣٤٨ ، والتبيان ١ / ٣٩٧ ، وتفسير النيسابوريّ ١ / ٣٦١.
(٥) مجمع البيان ١ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ، والكشّاف ١ / ١٧٦.