للتمنّي. ولمثوبة مبتدأ. (يَعْلَمُونَ) أنّ ثواب الله خير من [ما هم فيه. وقد علموا لكنّه] جهّلهم لترك التدبّر أو العمل بالعلم. (١)
(وَلَوْ أَنَّهُمْ). ذهب البصريّون إلى أنّ جواب (لَوْ) محذوف تقديره : لأثيبوا ، وأوقع (لَمَثُوبَةٌ) موقعه. (٢)
[١٠٤] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ)
(راعِنا). أي كان اليهود يقولون : راعنا ، نسبة إلى الرعن ؛ وهو الحمق. (٣)
(راعِنا). معناه عند اليهود : استمع لا سمعت! (٤)
(وَلِلْكافِرِينَ) ؛ أي : اليهود الذين تهاونوا برسول الله صلىاللهعليهوآله وسبّوه. كان المسلمون يقولون لرسول الله إذا ألقى عليهم شيئا من العلم : راعنا يا رسول الله ؛ أي : راقبنا وانتظرنا وتأنّ بنا حتّى نفهمه ونحفظه. وكانت لليهود كلمة يتسابّون بها ـ عبرانيّة أو سريانيّة ـ وهي : راعينا. فلمّا سمعوا بقول المؤمنين : راعنا ، افترصوه وخاطبوا به رسول الله صلىاللهعليهوآله وهم يعنون به تلك المسبّة ، فنهي المؤمنون عنها وأمروا بما هو في معناها وهو : (انْظُرْنا). من نظره ، إذا انتظره. (وَاسْمَعُوا) : [وأحسنوا] سماع ما يكلّمكم به رسول الله ويلقي إليكم من المسائل بآذان واعية وأذهان حاضرة حتّى لا تحتاجوا إلى الاستعاذة وطلب المراعاة. أو : اسمعوا سماع قبول وطاعة ، ولا يكن سماعكم مثل سماع اليهود حيث قالوا : سمعنا وعصينا. وروي أنّ سعد بن معاذ سمعها منهم فقال : يا أعداء الله ، عليكم لعنة الله! والذي نفسي بيده ، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله صلىاللهعليهوآله لأضربنّ عنقه. فقالوا : أو لستم تقولونها؟ فنزلت. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٩.
(٢) التبيان ١ / ٣٨٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٨٠.
(٤) مجمع البيان ١ / ٣٤٣.
(٥) الكشّاف ١ / ١٧٤ ـ ١٧٥.