يقال لها زهرة فحملتهما على المعاصي والشرك وصعدت إلى السماء بما تعلّمت منهما ، فمحكيّ عن اليهود. ولعلّه من رموز الأوائل ، وحلّه لا يخفى على ذوي البصائر. (بِبابِلَ). بلد من سواد الكوفة. (هارُوتَ وَمارُوتَ). بدل من الملكين ، أو عطف بيان للملكين. منع صرفهما للعلميّة والعجمة. (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ) : أيّ أحد حتّى ينصحاه ويقولا له : إنّما نحن ابتلاء من الله. فمن تعلّم منّا وعمل به ، كفر. ومن تعلّم وتوقّى عمله ، ثبت على الإيمان. (فَلا تَكْفُرْ) باعتقاد جوازه والعمل به. وفيه دليل على أنّ تعلّم السحر وما لا يجوز اتّباعه غير محظور وإنّما المنع من العمل به. (فَيَتَعَلَّمُونَ). أي الناس المفهوم من قوله : (أَحَدٍ). (١)
(بِإِذْنِ اللهِ) ؛ أي : بعلم الله. (٢)
(بِإِذْنِ اللهِ) ؛ أي : بأمره وتخليته. (٣)
(ما يَضُرُّهُمْ). لأنّهم يقصدون به العمل وهو يضرّ بالدين. (٤)
(يُعَلِّمُونَ) ؛ أي : يتفكّرون فيه. أو : يعلمون قبحه على اليقين ، أو حقيقة ما يتبعه من العذاب. والمثبت لهم أوّلا على التوكيد القسميّ [العقل] الغريزيّ أو العلم الإجماليّ بقبح الفعل أو ترتّب العقاب من غير تحقيق. وقيل : معناه : لو كانوا يعملون بعلمهم. فإنّ من لم يعمل بما علم ، فهو كمن لم يعلم. (٥)
[١٠٣] (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)
(وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا) بالرسول والكتاب (وَاتَّقَوْا) بترك المعاصي كنبذ كتاب الله واتّباع السحرة. (لَمَثُوبَةٌ). جواب لو. وأصله : لأثيبوا مثوبة من الله خيرا ممّا شروا به أنفسهم. فحذف الفعل وركّب الباقي جملة اسميّة ليدلّ على ثبات المثوبة. وحذف المفضّل عليه إجلالا للمفضّل من أن ينسب إليه. وتنكير المثوبة لأنّ المعنى : لشيء من الثواب خير. وقيل : لو
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٩.
(٢) التبيان ١ / ٣٨٠.
(٣) التبيان ١ / ٣٨٠ ، ومجمع البيان ١ / ٣٤٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٩.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٩.