وقد يكون الاسم الموصول فاعلاً لهذه الأفعال، وذلك إذا قُصد به (الجنس) لا العهد، نحو : نعم الذي يخدم وطنه سعدٌ ـ وبئس من يفعل الشر نجيبٌ(١).
وثالثاً: يكون فاعل (نعم ـ وبئس ـ وساء) ضميراً مستتراً(٢) مفسراً بنكرةٍ منصوبةٍ على التمييز نحو : نعم زعيماً سعدٌ ـ ونعم قوماً أُسرتك.
ورابعاً: يكون فاعلها كلمة (ما) النكرة التي هي بمعنى (شيء) نحو : نعم ما قاله صديقك(٣).
وتجري (نعم ـ وبئس ـ وساء) مع فاعلها مجرى الفعل مع فاعله الظاهر، وإذا كان الفاعل مؤنثاً جاز إلحاق تاء التأنيث بها وعدمه فيقال: (نعم الرجل خليلٌ ـ ونعم أو نِعْمَتْ المرأة هندٌ ـ ويجوز تأخيرها مع فاعلها عن المخصوص فيقال: سليمٌ نعم الرجل ـ وأخواك نعم الرجلان.
__________________
(١) (أل) الداخلة على فاعل (نعم ـ وبئس ـ وساء) هي التي تفيد الاستغراق أي شمول الجنس حقيقة، فيقع المدح أو الذم على الجنس برمته، فيكون المخصوص قد مُدح أو ذُم مرتين: مرة على سبيل الإجمال لأنه واحد من أفراد ذلك الجنس ومرة على سبيل التفضيل لأنه قد خص بالذكر ولذلك يسمى (المخصوص).
(٢) إذا كان فاعلها ضميراً وجب أن يكون مفرداً مستتراً، وأن تكون النكرة المميزة له مؤخرة عنه ومطابقة للمخصوص بالمدح أو الذم في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث.
(٣) (ما) الواقعة بعد (نِعمَ) يجوز أن تدغم في ميمها ميم نِعم فتكسر عينها لالتقاء الساكنين نحو : (نِعمّا التقوى).