والحال: لا تجيء إلا عن فاعل(١) أو مفعول، لفظاً أو معنىً، نحو : جاء أخوك راكباً ـ وشربت الماء صافياً ـ وعبجت من ذهاب الأمير ماشياً(٢).
والأصل في الحال أن تكون صفةً منتقلةً نكرة مشتقة
__________________
والمراد بالفضلة ما كان واقعاً بعد تمام الكلام ـ أي أنه يصح الاستغناء عنه من جهة تركيب الكلام، لا من جهة المعنى، إذ قد تجيء الحال غير مستغنى عنها من جهة المعنى، نحو : (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين)، (ولا تمشِ في الأرض مرحاً).
(١) إن الحال تجيء عن الفاعل أو المفعول، لفظاً: كما في المثالين الأولين أو معنىً، كما في المثال الثالث ـ فإن الأمير فاعل في المعنى وإن كان مضافاً إليه في اللفظ ـ والمفعول الذي تجيء عنه الحال يشمل المفعول به كما في المثال وغيره من المفاعيل في الأصح، فيقال: (سرت سيري حثيثاً ـ وصمت الشهر كاملاً ـ وهربت للخوف مجرداً ـ وسرت والنيل فائضاً) ولا فرق بين أن يكون المفعول صريحاً كما مر أو غير صريح، نحو : انهض بالكريم عاثراً.
(٢) لا تأتي الحال من المضاف إليه إلا إذا كان المضاف عاملاً فيه فاعلاً أو مفعولاً في المعنى، ويكون ذلك في حالتين: أولاهما أن يكون المضاف مصدراً، نحو : (سرني قدومك سالماً ـ وأعجبني ضرب اللص مقيداً) أو صفة، نحو : (زيد منطلق الغلام مسرعاً ـ وراكب الفرس مسرجاً) والثانية أن يكون المضاف جزءاً من المضاف إليه، نحو : (أمسكت بيدك عاثراً) أو كجزء منه، نحو : (أعجبني كلام الإمام واعظاً) لأن الحال تكون حينئذ كأنها عن المضاف لشدة الملابسة بينه وبين المضاف إليه فتكون قد جاءت عن الفاعل أو المفعول تقديراً، فإذا لم يكن الأمر كذلك امتنعت المسألة فلا يقال: (مررت بغلام هند جالسة) لأن المضاف ليس جزءاً من المضاف إليه، ولا كالجزء منه.