قلبياً ـ متحداً مع فعله في الزمان، والفاعل، ومخالفاً له في اللفظ، نحو : اجتهدتُ رغبة في التقدم ـ وأنا قادمٌ طلباً للعلم.
والمصدر المستوفى شروط نصب المفعول لأجله، له ثلاثٌ أحوال: لأنه إما مجرد من (أل) والإضافة أو مقرونٌ بأل أو مضافٌ.
فإن كان الأول: فيكثر نصبهُ ـ ويقل جره بحرف تعليلٍ. نحو : نصحتك رغبةً في مصلحتك، أو لرغبة فيها، وكقول الشاعر:
مَنْ أمّكم لرغبةٍ فيكم جُبر |
|
ومَنْ تكونوا ناصريه ينتصر |
وإن كان الثاني: فالأكثر جره بحرف تعليل نحو : نصحتك للرغبة في مصلحتك.
ويجوز نصبه على قلة، كقول الشاعر:
لا أقعدُ الجبن عن الهيجاء |
|
ولو توالت زُمَرُ الأعداءِ |
وإن كان الثالث: جاز فيه النصب والجر على السواء، نحو : هربت خوف القتل ـ أو لخوفه ـ وتصدقت ابتغاء مرضاة الله ـ أو لابتغاء.
__________________
أن يكون قلبياً إلا إذا كان حاصلاً كما رأيت في المثال، أما إذا كان غير حاصل فيكون الباعث على وقوعه تحصيله كما في نحو : ضربته تأديباً له وفي مثل هذه الحالة لا يلزم أن يكون قلبياً.
وإذا فات المفعول له حكم من أحكامه المذكورة فإنه يمتنع نصبه، ويلزم جره كما إذا لم يكن مصدراً نحو (جئت للماء) أو كان مصدراً غير قلبي نحو (قصدت المدرسة للدرس) أو غير مشارك للفعل في الفاعل نحو (زرتك لحبك إياي) أو غير مشارك له في الزمان نحو : (زرته اليوم لإكرامه لي أمس) أو غير مخالف له في اللفظ