حسراتٍ عليهم ـ أعلمني الأستاذ سعداً تنبيهاً.
فالمفعول الأول قائمٌ بنفسه ـ وأما الثاني والثالث فأصلهما مبتدأ وخبر.
وكل الأحكام المستحقة لمفعولي (علم ورأى) السابقة تسري للمفعولين الثاني والثالث من مفاعيل (أعلم وأرى).
أما بقية الأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل فلم تقع تعديتها إلى ثلاثة مفاعيل في كلام العرب إلا وهي مبنية للمجهول، نحو : أُنبئتُ سعداً زعيماً ـ وهكذا (نبّأ ـ وحدّث ـ وأخبر ـ وخبّر).
(المبحث الثاني في المفعول المطلق)
المفعول المطلق: مصدرٌ يُؤتى به لتأكيد عامله(١) أو بيان
__________________
(١) المصدر المؤكد لا يثنى ولا يجمع ولا يتقدم على عامله لأنه يدل على الحقيقة المشتركة بين القليل والكثير، وهي لا تحتمل التعدد، وأيضاً هو بمنـزلة تكرير الفعل، وأما المصدر المبين فيجوز فيه التثنية والجمع، نحو : حكمت حكمين أو أحكاماً، لأنه يدل على الأنواع والأفراد المنطوية تحت الحقيقة وهي قابلة للتعدد.
واعلم أنه ينوب عن المفعول المطلق المؤكد شيئان الأول: مرادفه (أي ما كان بمعناه) نحو قمت وقوفاً ـ ويكون المرادف نكرة في المؤكد ـ ومعرفة في النوعي.