وكل هذه الأفعال جامدة، ملازمة صيغة الماضي، إلا أربعة: (أوشك ـ وكاد ـ وطفق ـ وجعل) فإنه يشتق منها مضارع أكثر استعمالاً من الماضي في (كاد ـ وأوشك) نحو : يكاد البرق يخطف أبصارهم، ونحو : يوشك الثمر أن ينضج.
وقد يستعمل اسم فاعل من أوشك وهو نادر نحو : فإنك مُوشك أن تراها(١).
وتكون (عسى ـ وأوشك ـ واخلولق) تامة متى أُسندت إلى المصدر المسبوك من (أن) والفعل المضارع المستغنى بهما عن الخبر، نحو : وعسى أن تكرهوا شيئاً، وهو خيرٌ لكم.
وإذا تقدم على هذه الأفعال اسم، هو الفاعل في المعنى، فالأفصح أن تبقى بلفظ واحد مع الجميع فيقال: هند عسى أن تزورنا ـ والرجلان عسى أن يسافرا ـ والرجال عسى أن يعودوا ـ وهلم جرا(٢).
__________________
واعلم أنه إذا كان الخبر مقترناً (بأن) نحو (عسى الله أن يرحمنا) فليس المضارع نفسه هو الخبر، بل المصدر المؤول من الفعل بأن، ويكون التقدير (عسى الله ذا رحمة لنا) غير أنه لا يجوز التصريح بهذا الخبر لأن خبرها لا يكون في اللفظ اسماً، وإن كان الخبر غير مقترن (بأن) كان الخبر نفس الجملة.
(١) وسمع مصدر لكل من (كاد ـ وطفق) التي مضارعها يطفق. واعلم أنه يجوز فتح السين وكسرها في (عسى) عند إسنادها لضمير رفع متحرك نحو : فهل عسيتم أن توليتم ـ والفتح أجود.
(٢) إن ما ذكرناه هو الأفصح وهو لغة أهل الحجاز: ثم إنه إذا اتصل بعسى ضمير نصب فقد يجعل نائباً عن ضمير الرفع، وتبقى عسى على عملها من رفع الاسم