«كاد ينقضي النهار» ما لم يكن الخبر مقترناً (بأن) فلا يجوز فيه ذلك.
(المبحث السادس في اقتران الخبر بأن)
هذه الأفعال من حيث اقترانُ خبرها (بأن) وتجردهُ منها ثلاثة أقسام:
١ ـ ما يجب اقتران خبره بها: وهو (حرى ـ واخلولق).
٢ ـ ما يجب تجرده منها: وهو (أفعال الشروع).
٣ ـ ممما يجوز فيه الوجهان: وهو (أفعال المقاربة ـ وعسى).
غير أن الأكثر في (عسى ـ وأوشك) اقتران خبرهما بها، وفي «كاد ـ وكرب» تجرده منها(١).
__________________
إلى الاسم كما في (كاد ينقضي النهار) ففاعل ينقضي ضمير يعود إلى النهار ولا بأس بعوده إليه، ولو كان متأخراً لأنه مقدم في النية.
(أسباب ونتائج)
(١) إنما كان الغالب والكثير تجرد (كاد) من (أن) لأن (كاد) موضوعة لمقاربة الفعل (وأن) موضوعة لتدل على تراخيه ووقوعه في المستقبل، فيحصل في الكلام ضرب من التناقص، ولذلك جاءت عدة أمثال في (كاد) خالية من (أن) فقالوا: كاد العروس يكون ملكاً ـ وكاد الحريص يكون عبداً ـ وكاد الفقر يكون كفراً ـ وكاد البخيل يكون كلباً.
وإنما الغالب والكثير اقترن (عسى) بأن، لأن (عسى) وضعت للتوقع الذي يدل وضع (أن) على مثله، فوقوعها بعدها يفيد تأكيد المعنى، ويزيده فضل تحقيق.