وقد لحق بك أناس من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا ، ليس بهم التفقّه في الدّين ، ولا رغبة فيما عندك ، ولكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا وأموالنا ، فأرددهم علينا. فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر ، فقال له : انظر ما يقولون. فقال : صدقوا يا رسول الله ، أنت جارهم ، فارددهم عليهم. قال : ثمّ دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند ذلك : لا تنتهوا ـ يا معاشر قريش ـ حتّى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتّقوى ، يضرب رقابكم على الدّين. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا. فقام عمر ، فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، وكنت أخصف نعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم».
قال : ثمّ التفت إلينا عليّ عليهالسلام ، وقال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (١).
١٢٠٢ / ٢ ـ وروى هذا الحديث من طريق المخالفين : أحمد بن حنبل في (مسنده) ، يرفعه إلى ربعي بن خراش ، قال : حدّثنا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالرّحبة ، قال : «اجتمعت قريش إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيهم سهيل بن عمرو ، فقالوا : يا محمّد ، إنّ قومنا لحقوا بك ، فارددهم علينا ، فغضب حتّى رؤي الغضب في وجهه ، ثمّ قال : لتنتهنّ يا معشر قريش ، أو ليبعثنّ الله عليكم رجلا منكم ، امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدّين. قيل : يا رسول الله ، أبو بكر؟ قال : لا. فقيل : فعمر؟ قال : لا ، لكن خاصف النعل في الحجرة».
ثمّ قال عليّ عليهالسلام : «أما إنّي قد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لا تكذبوا عليّ ، فمن كذب عليّ متعمدا أولجته (٢) النّار» (٣).
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٠٢ / ١.
(٢) في المصدر : فليلج.
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل ٢ : ٦٤٩ / ١١٠٥.