وأنّه مختصّ بالفضائل دونهم ، إلى أن قال عليّ عليهالسلام : «فهل فيكم أحد أنزل الله تعالى فيه : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) إلى آخر ما اقتصّ الله تعالى من خبر المؤمنين ، غيري»؟ قالوا : اللهم لا (١).
٩١٢ / ٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) ، قال : «وذلك أنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا ، فقال الفاسق الوليد بن عقبة : أنا ـ والله ـ أبسط منك لسانا ، وأحدّ منكم سنانا ، وأمثل منك حشوا (٢) في الكتيبة. قال عليّ عليهالسلام : اسكت ، فإنّما أنت فاسق ، فأنزل الله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ* أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) وهو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)» (٣).
٩١٣ / ٣ ـ ثمّ قال أيضا عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها) ، قال : إنّ جهنّم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما ، فإذا بلغو أسفلها زفرت بهم جهنّم ، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد ، فهذه حالهم (٤).
٩١٤ / ٤ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، عن الحجّاج بن المنهال ، عن حمّاد بن سلمة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : إن
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٥٥١ / ٤.
(٢) في المصدر : جثوّا.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٧٠.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٧٠.