سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(١) فالناس من جميع الأمم يستغفرون له لسبقه إيّاهم إلى الإيمان بنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك أنّه لم يسبقه إلى الإيمان أحد.
وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) فهو سابق جميع السّابقين ، فكما أنّ الله عزوجل فضّل السّابقين على المتخلّفين والمتأخّرين ، فكذلك فضّل أسبق السّابقين على السّابقين» (٢).
والخطبة طويلة ذكرت بتمامها في تفسير هذه الآية من كتاب البرهان.
٤٣٠ / ٢٦ ـ ابن شهر آشوب ، قال : أمّا الروايات في أن عليّا أوّل الناس إسلاما ، فقد صنّفت فيه كتب ، منها ما رواه السّدّي ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(٣).
قال : سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
٤٣١ / ٢٧ ـ وعن مالك بن أنس ، [عن سمي] ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) نزلت في أمير المؤمنين ، سبق الناس كلّهم بالإيمان ، وصلّى إلى القبلتين ، وبايع البيعتين : بيعة بدر ، وبيعة رضوان ، وهاجر الهجرتين : مع جعفر من مكّة إلى الحبشة ، ومن الحبشة إلى المدينة (٥).
__________________
(١) الحشر ٥٩ : ١٠.
(٢) أمالي الطوسي : ٥٦١ / ١.
(٣) الواقعة ٥٦ : ١٠ ـ ١١.
(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٥.
(٥) كذا في المناقب نقلا عن كتاب أبي بكر الشيرازي ، وفي الشواهد : وهاجر الهجرتين ، بلا تحديد ، وهو الأرجح ، وكأنّ المراد بهما : هجرته إلى الطائف ، وهجرته إلى المدينة ، وإلّا فلم يثبت أنّه هاجر مع أخيه جعفر إلى الحبشة.