جبرئيل؟ فقال : يا رسول الله ، ما رأيت إلّا دحية الكلبيّ دفع إليّ رأسك وقال : يا عليّ ، دونك رأس ابن عمّك فأنت أحقّ به منّي ، لأنّ الله يقول في كتابه : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ). فجلست وأخذت رأسك ، فلم يزل في حجري حتّى غابت الشمس.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أفصلّيت العصر؟ فقال : لا. قال : فما منعك أن تصلّي؟ فقال : قد أغمي عليك ، وكان رأسك في حجري ، فكرهت أن أشقّ عليك ـ يا رسول الله ـ وكرهت أن أقوم واصلّي وأضع رأسك. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهمّ إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك حتّى فاتته صلاة العصر ، اللهمّ فردّ عليه الشّمس حتّى يصلّي العصر في وقتها». قال : «فطلعت الشّمس ، فصارت في وقت العصر بيضاء نقيّة ، ونظر إليها أهل المدينة ، وإنّ عليّا عليهالسلام قام وصلّى ، فلمّا انصرف غابت الشّمس وصلّوا المغرب» (١).
٤٠٢ / ١١ ـ ابن شهر آشوب : عن (تفسير جابر بن يزيد) : عن الإمام عليهالسلام : «أثبت الله بهذه الآية ولاية عليّ بن أبي طالب ، لأنّ عليّا عليهالسلام كان أولى برسول الله من غيره ، لأنّه كان أخاه ـ كما قال ـ في الدنيا والآخرة ، لأنه أحرز (٢) ميراثه وسلاحه ومتاعه وبغلته الشّهباء ، وجميع ما ترك ، وورث كتابه من بعده ، قال الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)(٣) وهو القرآن كلّه ، نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان أعلم الناس (٤) من بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يعلّمه أحد ،
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٧٠ / ٨٢.
(٢) في المصدر : لأنّه حاز.
(٣) فاطر ٣٥ : ٣٢.
(٤) في المصدر : يعلّم الناس.