وأما المحيط الشرقي والمسمى أيضا البحر المعتدل والبحر الهادئ فمحدود من الجنوب إلى رأس هرنة ، ومن المشرق والشمال بالجانب الشمالي لآسيا إلى بغاز بهرنغ ، ومن الشمال الغربي والمغرب بالجانب الغربي والجزائر الأوقيانوسية تنسب لهذا المحيط الشرقي ، وأما المحيط الهندي المسمى أيضا ببحر الهند فمحدود من الشمال بآسيا ، ومن الجنوب بالمحيط الجنوبي ، ومن الجزائر الاوقيانوسية وله امتدادات في الأراضي تسمى بأسماء مختلفة كجون بتعالة والخليج الفارسي والبحر الأحمر.
وأما القسم الثاني : البحر الكبير الغربي فمحدود من الجنوب ومن المغرب والشمال بالأمريقا ، ومن المشرق بأوروبا وأقسامه هي : المحيط الشمالي والمحيط الأطلنتيقي والمحيط الأثيوبي فالمحيط الشمالي المسمى ببحر الشمال تلطم أمواجه الجانب الشمالي لأوروبا وآسيا وأمريقا ، وينفصل في المحيط الأطلنتيقي بخط مأخوذ من عرض ستين درجة من لبرور ، ويمر على رأس فرويل في أغرونلتذه ، ثم من هناك على أبعد رأس في الجنوب من مملكة ترويج ، وهذا البحر يحتوي على أغرونلتذه.
وأما المحيط الأطلنتيقي فمحدود من الشمال بحد المحيط الشمالي ، ومن المغرب بأمريقا ومن المشرق بأوروبا وإفريقيا ومن الجنوب بخط مأخوذ من الرأس الأبيض ، وهو أبعد رأس في المغرب ، ويمر على أبعد طرف في المشرق من أمريقا ، وهو أرض نتال من برزيل وبنسب لهذا البحر البحر المحيط المتوسط وحيواناته بحر بلطيق وبحر لرايب وجبومكسيك وغير ذلك.
وأما المحيط الأثيوبي فمحدود من الشمال بحد المحيط الأطلنتيقي ، ومن الجنوب بحد المحيط الجنوبي ، ومن المشرق بإفريقيا الشمالية ، ومن المغرب بإفريقيا الجنوبية ، وهذا المحيط هو الكتلة الكبيرة المائية التي تحيط بالبرور المتصلة والجزائر ، وتغطي أكثر من ثلثي سطح الكرة الأرضية ، وتصعداتها ترطب الجو وتنديه فيتكاثف فيه سحاب ينقله الريح حتى يوصله لداخل الأراضي ليسقط فيها على هيئة نقط سائلة ترسب فتتكون منها المياه الجارية التي ترجع من مصاب الخلجان إلى المحل الذي نشأت منه من جديد ، وهكذا فهذه دورة حقيقية نشأ منها الكائنات الموجودة المعمور بها الكون كما قال تعالى : (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ) (٩) [فاطر : الآية ٩].
هبوب الرياح دليل ظاهر على الفاعل المختار ؛ وذلك لأن الهواء قد يسكن ، وقد يتحرك وفي حركاته المختلفة قد ينشئ السحاب ، وقد لا ينشئ ، فهذه الاختلافات دليل على وجود مسخر مدير ومؤثر مقدر وفي الآية مسائل :