الغريبة ؛ ولذا لا تغير محلها أصلا ، وجسمها أسطواني أو بيضاوي وليس لها فتحة إلا في أحد طرفيها الذي يكون محاطا بتاج من قرنيات طويلة والفم يشغل محور الجسم ، ويكون شرجا أيضا ، وهو يتصل بتجويف بطني كبير ينتهي بقعر كيس ، وتتكاثر هذه الحيوانات بطريقتين فتارة يتحصل منها بيض وينفصل ويخرج إلى الخارج ويذهب بعيد اليشب وينمو ، وتارة يتولد على سطح جسمها أزرار تصير أنواعا مشابهة للأم فينتج من ذلك كتل ذات أشكال مختلفة يوجد فيه جميع ما تناسل من نوع واحد ملتصقا ببعضه وكأنه يعيش بحياة عامة ، وكثيرا ما يكون جسم هذه الحيوانات الصغيرة مكونا كله من منسوج نصف شفاف رخو للغاية ، وأغلبها يتصلب منه الجزء السفلي لغمدها الجلدي ويكتسب هيئة الحجر ، وهذه الغلافات الصلبة تارة تكون أنابيب وتارة تكون خلايات ، وأحيانا تكون متميزة عن بعضها لكن العادة أن تكتسب بانضمامها مع بعضها كتلة تسمى بالمساكن الخلوية ، وهي تخدم لتميزها ، وقد يصير حجمها عظيما وإن كان كل مسكن منها ذا حجم صغير للغاية ومتى كان بعض هذه الحيوانات موضوعا في محال مناسبة لنموه كالبحار المجاورة للمدارين يتكاثر تكاثرا زائدا بحيث إنه يغطي اتساعا عظيما من قاع البحر فيتراكم على بعضه ولا يلزم لهذه الحيوانات سنوات عديدة لترتفع على سطح الماء ، وحينئذ ينقطع نمو الأرض المكونة من بقاياها لكن بعد زمن يسير تنتج ظواهر وهي أنه تنبت فيها بزور تحملها الرياح ، أو تأتي بها الأمواج فتغطي الأرض بنباتات كثيرة إلى أن تصير إلى جزيرة قابلة للسكنى ، وهذا أصل جملة من الجزائر.
وقد قسمت هذه الرتبة إلى ثلاثة أقسام :
الأول : أنواع الحيوانات الزهرية الشكل.
الثاني : أنواع الحيوانات ذات القرنيات الورقية.
الثالث : أنواع حيوانات الماء العذب.
(القسم الأول الحيوانات الزهرية):
إنما سميت بذلك لمشابهتها لبعض الأزهار ، وجلدها سميك معتم ، وجسمها أسطواني يلتصق أحد طرفيه بالأرض والثاني مزين بعدة قرنيات دقيقة ، ويوجد الفم وسط التاج المكون من هذه القرنيات ، وهو يتصل بمريء يوصل إلى تجويف معدي متسع ، وهذه الحيوانات منها ما يكون جلده ذا قوام لحمي ، وذلك الاكتينيا المسمى بشقيق البحر ، وهو يعيش على الصخور ، ومزين بالألوان اللطيفة جدا ومنها ما يفرز أملاح الجير بمقدار عظيم ، وهذا الملح