مختفيان تحت الجلد الذي هو سميك جدّا ، وهناك شق صغير يرى بعسر ينفذ منه الماء المستعمل لها في التنفس ، ويدخل تحت هذا القسم أبو صندوق ونحوه.
(القسم الثاني الأسماك الغضروفية):
وهي قليلة العدد ، لكنها شهيرة بنيتها وشكلها المختلف فهيكلها غضروفي ، أي لا تتكون فيه ألياف عظمية ، إنما الأملاح الجيرية ترسب فيه على هيئة حبوب صغيرة غير متصلة ببعضها ، وليس لها تداريز في جمجمتها ، بل هي مكونة دائما من قطعة واحدة ، والخياشيم في هذه الأسماك ، إما أن تكون سائبة نحو جبهتها الوحشية كما في أسماك الأقسام المتقدمة ، وإما أن تكون ملتصقة بظاهر الجلد الذي توجد فيه ثقوب أو شقوق لنفوذ الماء منها ؛ ولذا قسمت هذه الأسماك الغضروفية إلى قسمين ثانويين : الأول ذوات الخياشم السائبة ، والثاني : ذوات الخياشم الملتصقة ، ولا يشتمل القسم الاول إلا على فصيلة الأستورجيون ، ويشتمل القسم الثاني على سمك الترس والأسماك الماصة.
(القسم الأول) : منها ذوات الخياشم السائبة ، وهي تقرب من الأسماك المعتادة ، فخياشمها سائبة تشبه أسنان المشط مغطاة بغطاء متحرك ، والأهم منها هو جنس الأستورجيون ، والشكل العام لهذه الاسماك كشكل الأسماك العظمية ، وبسبب هيئة هيكلها تكون متوسطة بين الأسماك العظمية والأسماك الغضروفية ؛ لأن جملة من عظام رأسها ، وجميع عظام كتفها متصلة بكتلة عظمية وجسمها مزين بقشور منضرسة في الجلد صفوفا طولية ، فمها صغير مجرد عن الأسنان وعوامها الظهري موضوع خلف العوامين البطنيين ، وفوق العوام الشرجي والعوام الذنبي يحيط بطرف الذنب ، وأسماك هذا الجنس كبيرة الجثة وقوتها العضلية عظيمة لكنها ذات سكون وليست مخيفة إلا للأسماك الصغيرة ، وفي فصل الربيع تصعد هذه الأسماك من البحر ، وتدخل في الأنهار لتضع فيها بيضها ، ومتى انفتح البيض وتخلق ما فيه يذهب إلى البحر بسرعة ، ويمكث فيه إلى سن الشبوبية وإخصابها عظيم جدا والأستورجيون المعتاد لحمه لذيذ المذاق ، ومع ذلك تؤخذ منه حوصلة العوم التي هي كثيرة الاستعمال في الصنائع للفراء ، وهي توجد أسفل العمود الفقري ، وطرفها المدبب متجه نحو الذنب ، ويجهز البطارخ المسمى كاويار منه.
(القسم الثاني منها ذوات الخياشم الملتصقة):
وهي تحتوي على أسماك مهولة مضرة بشراهتها وأسنانها الحادة الموضوعة في فكيها ،