مفرطحة ، وهذه الفصيلة تنقسم إلى قسمين : الأول القردة القديمة ، والثاني القردة الجديدة ، فالقردة القديمة أضراسها كأضراس الإنسان ، ولها اندمالات في الأليتين ، وذيلها لا يمسك شيئا أصلا ، والغالب أن لها كيسين محفورين في الخدين ومتصلين بالفم معدين لادّخار الأطعمة فيهما ، وحفرتهما الأنفيتان منفتحتان من أسفل ، وهذا القسم شامل للقردة التي هي أكثر شبها بالإنسان ، وذلك كالشمنزيا الموجودة ببلاد غنية في إفريقيا ، والاوتاتغ الموجودة في جزيرة برينو ، والجوثو الموجودة في جزائر الهند وغير ذلك ، وقردة الدنيا الجديدة لها أربعة أضراس زيادة عن الأضراس المعتادة أي أن لها ستا وثلاثين سنا وذنبها طويل ، وليس لها لسان من داخل الفم ، وأليتاها محتويتان على شعر فليس لها اندمال ، وحفرتاها الأنفيتان مفتوحتان على جانبي الأنف لا من أسفل ، وبعضها له ذنب يمسك به فيلتف حول الأجسام لضبطها كاليد ، وهذا يسمح لها بأن تتعلق في فروع الأشجار ، وتهتز عليها كما تشاء ، وتسير من شجرة إلى أخرى ، ومنها ما ذنبه غير ممسك كالنسانس فتكون فصيلة صغيرة رأسها مستدير ، ووجهها مفرطح ، وحفرها الأنفية جانبية ، وأليتاها مغطاتان بشعر ، لكنها ليس فيها إلا عشرون ضرسا كالقردة الأولى ، وإبهاما يديها المقدميتن متباعدتان قليلا جدا عن الأصابع الأخرى حتى أنها لا تكاد تسمى بذات الأيدي الأربع.
(الماكي) لها أربعة إبهامات نامية جدا ومقابلة لباقي الأصابع ، لكن يوجد في اسنانها أوصاف تقربها من أكالة الحشرات أو من عديمة الأسنان ، وهي تشتمل على الماكي اللوريس ونحوهما.
(القسم الثالث الحيوانات أكالة اللحوم)
هذا القسم يشتمل على عدة حيوانات ثديية ذات أظافر ولها كالإنسان وذوات الأيدي الأربع ثلاثة أنواع من الأسنان ، لكنها ليس لها إبهام مقابل لباقي الأصابع ، وكلها تتغذى بمواد حيوانية ، ويكون غذاؤها من هذه المواد دون غيرها كلما كانت أضراسها حادة ، أكثر والحيوانات التي تكون أضراسها درنية تتغذى بمقدار مختلف من جواهر نباتية ، وأما التي تكون على أضراسها أسنة مخروطية فإنها تتغذى بالحشرات خاصة ، ومفصل فكها السفلي المتجه عرضا ، والموضوع في محله كالإسفين لا يسمح له بأدنى حركة أفقية ولا مقدمة خلفية ، بل يرتفع وينخفض فقط ، وتنقسم حيوانات هذا القسم إلى ثلاثة أقسام ثانوية أي فصائل متميزة عن بعضها ، وهي ذات الأيدي الجناحية ، وأكلة الحشرات ، والكاسرة أي المفترسة.