توجد إلا في بعض الطيور والحشرات فالجواب عنه غطوس القناة الصفراوية في الاثنى عشري يكون بتعاريج في مسافة ما كائنة بين أغشية هذا المعي قبل انفتاح القناة المذكورة في باطنه ، وهذا هو العائق لسير الصفراء ودخولها في هذا المعي ، ولا تدخل فيه إلا بسبب تهيج حيوي لا يحصل فيه إلا في زمن الهضم ، فالصفراء في غير وقت الهضم بسبب تجمعها واحتباسها في القناة الصفراوية لمانع التعرج المذكور تضطر لأن يصعد نحو القناة المرارية ومنها إلى الحوصلة المرارية بواسطة صمام حلزوني الشكل وظيفته كوظيفة لولب ، ثم إن سبب استفراغ الحوصلة المرارية مدة الهضم إما ضغط المعدة لها لتمددها حينئذ من الأطعمة ، وإما ثوران حيوي مخصوص بهذه الحوصلة لا يحصل إلا زمن فعل الهضم ، فبسبب انقباض أليافها العضلية الداخلة في تركيبها والصفراء الآتية من الحوصلة بعد مكثها فيها زمنا ما تكون أشد لونا ومرارة منها إذا كانت في الكبد ، وهذا حاصل ولا شك كون الصفراء الحوصلية صارت فاقدة لجزء من المادة المصلية لما حصل فيها من الامتصاص مدة مكثها في الحوصلة ، ومن تقارب بقية العناصر المكونة لها إلى بعضها زيادة عما كانت ، وبالجملة فنفعه الحوصلة المرارية إيداع الصفراء فيها وإصلاحها لها.
«في تتميم الهضم الاثنى عشري»
الصفراء مرارية كانت أو كبدية تنصب على العجينة الكيموسية مع السيال البانكرياسي ، وهو سائل أبيض تفه الطعم زلالي يشبه اللعاب مشابهة تامة يأتي من قناة متكونة من أوعية دافعة للإفراز ، وهذه القناة تنفتح في الاثنى عشري ، وهذا اللعاب تفرزه غدة تسمى البانكرياسي موضوعة خلف الاثنى عشرى على السلسلة ما بين الكبد والطحال ، وما عدا هذين السائلين يفرز منه من الاثنا عشرى نفسه كمية عظيمة من سائل عصارة نضجه تختلط أيضا بالعجينة الغذائية ، وهذه السوائل يعين بعضها بعضا على التكليس ، ثم إن الصفراء بعد أن تختلط بالعجينة الغذائية تتجزأ إلى جزءين أحدهما زيتي زلالي ملون مر يمر مع المواد الثفلية فيعطيها الصفات المنبهة المحتاج إليها في إيقاظ فعل الأمعاء ، والآخر ملحي قلوي محتو على جملة أصول حيوانية ولا واسطية يختلط ب «الكيلوس» فيكون جزء من الأجزاء المكونة له ، ثم يمتص معه ويدخل في تيار الدورة ، وأما السيال البانكرياس فليس عندنا شيء محقق في منفعته ، والأقرب للعقل أنه يحدث أصولا أزوتية متوازنة جدا ، ولولاه لما وجدت في الحيوانات التي تتغذى من النباتات ؛ لأن طبيعة ما تتغذى منه ليس فيه هذه الأول ، ومما يدل على أنه يحدث الأصول المذكورة في هذه الحيوانات كبر حجم البانكرياسي فيها ، ثم إن التغيرات التي تحصل للمادة على الغذائية في الأمعاء الدقاق ، وهي نقص حموضتها وزوال