وضعهفا مع كونه لا يشاهد فيه ولا ليفية عضلية كما يشاهد في الغشاء الطبلي الذي لليفة فإن الألياف العضلية تكون فيه ظاهرة جدا ، وإنما يحصل له ذلك التوتر من تحرك العظيمات الأربع المكونة للسلسلة التي في تجويف الطبلة وهذه العظيمات هي المطرقة والسندان والعدسة والركاب وتحركها يكون بسبب وجود ثلاث عضلات صغيرة مختصة بها ، ثنتان منها تنتبهان في المطرقة إحداهما إنسية والأخرى وحشية فالإنسية طويلة جدا وتسمى بالعضلة الشادة للمطرقة ، وهي على هيئة غشاء ومتوترة دائما وبها تدرك الأصوات الضعيفة جدا ، والوحشية وهي المبعدة للمطرقة عن السندان هي التي تقطع اهتزازات الأصوات ، وتلطف قوتها ، والمطرقة هي ما تستطرق منها الاهتزازات حتى تصل إلى السندان ، والسندان يوصلها إلى الركاب وأما العظيمة العدسية فالظاهر أنها منوطة بسندان لأنها متصلة اتصالا مفصليا بطرق فرعه الأسفل ، وأما الركاب فقاعدته مركوزة على الكوة البيضية ، وحركته إنما هي بواسطة عضلة مخصوصة به ، ويجود لا بعيدا عن هذه الكوة فوهة تسمى بالكوة المستديرة موضوعة على السطح المقدم للدهليز ، فتجعل بينه وبين القوقعة الحلزونية استطراقا وأما الكوة البيضية فهي موضوعة في الجدران الوحشية لهذا الدهليز فتجعل بينه وبين الطبلة استطراقا وهاتان الفوهتان منسدتان بغشاء ، ومستطرقتان لما يسمى بالتيه الذي هو مؤلف من ثلاثة أجزاء من الوسط الدهليزي ، ومن الخلف القنوات الهلالية المتفتحة فيه ، ومن الأمام القوقعة المتصلة عنه بواسطة صفيحة حلزونية ، والمنقسمة بها إلى سبيلين يسمان باسمي القوقعة الأول منهما متصل بالدهليز ، والآخر بتجويف الطبلة الذي تشاهد فيه فوهة القناة الممتد إلى البلعوم ، والجزء الرخو من الزوج السابع من الأعصاب ينفذ أعظم جزء منه إلى الدهليز ثم ينبت فيه ويكون غشاء لينا رقيقا جدا يمتد إلى القنوات الهلالية ، والأجزاء الأخر تتجه إلى القوقعة وتنتهي فيها ، وبعد أن تنفذ الأشعة الصوتية في القناة السمعية تصل إلى الغشاء الطبلي ، فمن هناك يتجه جزء منها إلى كل من الكوة البيضية والدهليز بواسطة السلسلة المكونة من العظيمات الصغيرة السمعية ، وجزء آخر إلى الكوة المستديرة والقوقعة بواسطة الهواء المنحصر في تجويف الطبلة الآتي من القناة الباطنة ، ومن الضرورة هنا اتجاه الاهتزازات في الغشاء الطبلي إلى كوتي الدهليز ، ولذلك كانت الأشخاص ذوو السمع العسر تفتح أفواهها لأجل الاستماع ، وأما اللب العصبي فسيح في السيال الهلامي الحافظ لرطوبته وسلاسته ، والاهتزازات الصوتية تصادم التفاريع العصبية التي توجه الإحساس إلى المخ ، وتوجد أشخاص ذوو سمع رقيق جدا تدرك الأصوات من مسافة بعيدة جدا ، وأشخاص أخر تدرك حسن إيقاع الأصوات ومواقعها مع كونهم لا يعرفون علم الموسيقى ، وهذه الخاصية في الحقيقة لا تكون صادرة من دقة