قائمة الکتاب
تفسير سورة ق
١٨٦
إعدادات
تفسير الخازن [ ج ٤ ]
تفسير الخازن [ ج ٤ ]
المؤلف :علاء الدين علي بن محمّد بن إبراهيم البغدادي [ الخازن ]
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :512
تحمیل
الحالة حتى يكتبا ما يتكلم به أنهما يكتبان عليه كل شيء يتكلم به حتى أتيته في مرضه وقيل لا يكتبان إلا ما له أجر وثواب أو عليه وزر وعقاب. وقيل : إن مجلسهما تحت الشعر على الحنك وكان الحسن البصري يعجبه أن ينظف عنفقته روى البغوي بإسناد الثعلبي. عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر.
قوله تعالى :
(وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢) وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤))
(وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ) أي غمرته وشدته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله (بِالْحَقِ) أي بحقيقة الموت وقيل بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان وقيل بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة (ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) أي يقال لمن جاءته سكرة الموت : ذلك الذي كنت عنه تميل. وقيل : تهرب وقال ابن عباس : تكره (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) يعني نفخة البعث (ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) أي ذلك اليوم الذي وعد الله الكفار أن يعذبهم فيه (وَجاءَتْ) أي في ذلك اليوم (كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ) أي يسوقها إلى المحشر (وَشَهِيدٌ) أي يشهد عليها بما عملت. قال ابن عباس : السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل فيقول الله تعالى لصاحب تلك النفس (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) أي من هذا اليوم في الدنيا (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ) أي الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) أي قوي ثابت نافذ تبصر ما كنت تتكلم به في الدنيا. وقيل : ترى ما كان محجوبا عنك وقيل نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك (وَقالَ قَرِينُهُ) يعني الملك الموكل به (هذا ما لَدَيَ) أي عندي (عَتِيدٌ) أي معد محضر. وقيل : يقول الملك هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) أي يقول الله تعالى لقرينه وقيل هذا أمر للسائق والشهيد (كُلَّ كَفَّارٍ) أي شديد الكفر (عَنِيدٍ) أي عاص معرض عن الحق معاند لله فيما أمره به.
(مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠))
(مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) أي للزكاة المفروضة وكل حق وجب عليه في ماله (مُعْتَدٍ) أي ظالم لا يقر بتوحيد الله (مُرِيبٍ) أي : شاكّ في التوحيد (الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ) يعني النار (قالَ قَرِينُهُ) يعني الشيطان الذي قيض لهذا الكافر (رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ) قيل : هذا جواب لكلام مقدر وهو أن الكافر حين يلقى في النار يقول : ربنا أطغاني شيطاني فيقول الشيطان ربنا ما أطغيته أي ما أضللته وما أغويته (وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) أي عن الحق فيتبرأ منه شيطانه وقال ابن عباس : قرينه يعني الملك يقول الكافر ربّ إن الملك زاد عليّ في الكتابة فيقول الملك ربنا ما أطغيته أي ما زدت عليه وما كتبت إلا ما قال وعمل ولكن كان في ضلال بعيد أي طويل لا يرجع عنه إلى الحق (قالَ) الله تعالى : (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ) أي لا تعتذروا عندي بغير عذر وقيل هو