وبقيت بعده حتى زمن
الشيخ اليعقوبي الذي طالما سمعنا منه ترديدها في المحافل.
يقول الشيخ اليعقوبي : إنّ (الملا علي)
مع نخبة من الشعراء ، ومنهم السيد إبراهيم الطباطبائي ، يرحلون وينزلون بين مضارب
الربيع الاخضر في المنطقة الجنوبية من بادية النجف ، حيث المناظر الساحرة والأجواء
المعطرة والابتعاد عن صخب المارّة ، وقد تمتدّ رحلتهم إلى الشهر ، وأجمل ما فيها
انّ هؤلاء النخبة تكون مهمتهم جمع الزهور عند إشراقة الشمس في كلّ يوم ، عند ذلك
يستلقي صاحبنا (الملا علي) وتتكدس فوقه كوم الزهور فلا يتبين منها إلّا وجهه ، ثم
يبدأ بقراءة الشعر المختار وأكثره حجازيات (الشريف الرضي) ، ويترنح من كان حوله
ويستعيد حتى يدركهم الوقت.
الصورة بما فيها تبدو رائعة ورائعة جدا
، ربوة صغيرة مبرقعة بألوان الزهور ، ينطلق منها صوت رخيم يحمل بعفويته كلّ ما
يسكر النفوس ، ثم يبعدك مرغما عن كلّ ما تحمله المادة من ثقل مقيت ، هذا الصنيع
المترف لا يخطر على بال أحد ، بل هو قريب من عالم الخيال.
النجف ـ اذاً ـ بلد يعشق الشعر ، ويعشقه
الشعر كذلك ، كانت تقام حفلات الشعر في مناسبات الزواج ، وكان من