فإنّنا سنكون على
ثقةٍ بأن الأكثرية من رجال الدين وممّن يرتبط بهم ، شعراء يزاولون كتابة الشعر أو
النظم ، ومثّل كتاب (شعراء الغري) ما كان يدور بين الشعراء من مساجلات أو معارك
(كمعركة الخميس) و (معركة الشباب والشيوخ) و (معركة الغدير) ، وكانت جميعها على
عدد كثير من القصائد ، ولعلها لا تزال ضمن مجموعات يحتفظ بها أصحابها لحدّ الآن.
فالنجف ـ اذاً ـ بلدةٌ تلتصق بالشعر
التصاقاً وثيقاً ، ولا يمكنك فصل أحدهما عن الآخر ، فأنت قد ترى في محفل يُقرأ فيه
الشعر انّ بعض الحاضرين هم من أصحاب الحرف والأعمال ، فالعمل له وقته الخاص عندهم
، وللشعر وقته الآخر ، ومنهم كذلك من يقول الشعر برغبة قد تصرفه عن كثيرٍ من
أعماله.
والنجف كذلك ميدان فسيح للشعر والشعراء
في كلّ آن ، ما دام رجل الدين يسايره جنبا إلى جنب ، وما دامت اللُّغة العربية لا
تنفكّ عنه.
يحدثنا (الشيخ اليعقوبي) ـ رحمه الله ـ
عن الشاعر (عباس الملا علي) فهو شاعر ، وهو الذي يحسن قراءة الشعر بطريقة محبّبة
فيها كثير من الإثارة من حيث الرقة والانتشاء ،