وقوله سبحانه : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ...) الآية : الحسنة والسيّئة ؛ في هذه الآية : لفظ عامّ في كل ما يحسن ويسوء ، قلت : ويجب على المؤمن أن يجتنب هذه الأخلاق الذّميمة ؛ وروّينا في «كتاب الترمذيّ» ، عن واثلة بن الأسقع (رضي الله عنه) ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تظهر الشّماتة لأخيك ، فيرحمهالله ويبتليك» (١) ا ه.
والكيد : الاحتيال بالأباطيل ، وقوله تعالى : (وَأَكِيدُ كَيْداً) [الطارق : ١٦] من باب تسمية العقوبة باسم الذّنب.
وقوله تعالى : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ) هذا ابتداء عتب
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٤ / ٦٦٢) ، كتاب «صفة القيامة» ، باب (٥٤) ، حديث (٢٥٠٦) ، وابن حبان في «المجروحين» (٢ / ٢١٣ ـ ٢١٤) ، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٥ / ١٨٦) ، والطبراني في «الكبير» (٢٢ / ٥٣ ـ ٥٤) رقم (١٢٧) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٩١٧) كلهم من طريق القاسم بن أمية الحذاء : ثنا حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، ومكحول قد سمع من واثلة بن الأسقع ، وأنس بن مالك ، وأبي هند الداري ، ويقال : إنه لم يسمع من أحد من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلا من هؤلاء الثلاثة. ا ه.
وقال أبو نعيم : غريب من حديث برد ومكحول ، لم نكتبه إلا من حديث حفص بن غياث.
وقال ابن حبان : هذا لا أصل له من كلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقال في ترجمة القاسم : شيخ ، يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. ا ه.
وفيما قاله ابن حبان نظر ؛ فقد قال الحافظ في «التقريب» (٢ / ١١٥) : بصري صدوق ، ضعفه ابن حبان بلا مستند.
قلت : وقد توبع القاسم على هذا الحديث : فأخرجه الترمذي (٤ / ٦٦٢) كتاب صفة القيامة : باب (٥٤) حديث (٢٥٠٦) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٩ / ٩٥ ـ ٩٦) ، وأبو الشيخ في «الأمثال» (٢٠٢) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥ / ٣١٥) رقم (٦٧٧٧) كلهم من طريق عمر بن إسماعيل بن مجالد عن حفص بن غياث به.
ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» (٣ / ٢٢٤).
وقال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعمر بن إسماعيل لا يعد. وقال يحيى : ليس بشيء ، كذاب ، رجل سوء ، خبيث ، وقال الدار قطني : متروك. ا ه.
وقال الحافظ في «التقريب» (٢ / ٥٢) : متروك.
وله متابع آخر : أخرجه المخلص في «فوائده» كما في «اللآلئ» (٢ / ٢٢٨) من طريق فهد بن حيان عن حفص بن غياث به.
وفهد بن حيان : قال البخاري : سكتوا عنه ، وقال أيضا : يتكلمون فيه. وقال العجلي : ضعيف الحديث.
وذكره الدار قطني في «الضعفاء والمتروكين».
ينظر : «التاريخ الصغير» (٢ / ٣٣١ ، ٣٤٤) ، و «الثقات» للعجلي (١١٥٧) ، و «الضعفاء والمتروكين» للدار قطني (٤٣٦)