موسى ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمّتي هذه أمّة مرحومة ؛ ليس عليها عذاب في الآخرة ، عذابها في الدّنيا ؛ الفتن ، والزّلازل ، والقتل» (١) ا ه ، وقد ذكرنا هذا الحديث أيضا عن غير أبي داود ، وهذا الحديث ليس هو على عمومه في جميع الأمّة ؛ لثبوت نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة. ا ه.
وقوله : (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) ، وما بعده : أحوال في موضع نصب.
وفي الحديث : «خير النّاس أتقاهم لله ، وآمرهم بالمعروف ، وأنهاهم عن المنكر ، وأوصلهم للرّحم» (٢) ، رواه البغويّ في «منتخبه». ا ه من «الكوكب الدري».
وقوله سبحانه : (مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ) : تنبيه على حال عبد الله بن سلام وأخيه ، وثعلبة بن سعية ، وغيرهم ممّن آمن.
وقوله تعالى : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً) ، أي : إلا أذى بالألسنة فقط ، وأخبر سبحانه في قوله : (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ) ، بخبر غيب ، صحّحه الوجود ، فهي من آيات نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وفائدة الخبر هي في قوله : (ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) ، أي : لا تكون حرب اليهود معكم سجالا ، وخص الأدبار بالذّكر دون الظّهر ، تخسيسا للفارّ ، وهكذا هو حيث تصرّف.
وقوله تعالى : (ضُرِبَتْ) : معناه : أثبتت بشدّة وإلزام ، وهذا وصف حال تقرّرت على اليهود في أقطار الأرض قبل مجيء الإسلام ، وثقفوا : معناه أخذوا بحال المذنب المستحقّ الإهلاك ، وقوله : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ) في الكلام محذوف يدركه فهم السامع ، تقديره : فلا نجاة لهم من القتل أو الاستئصال إلّا بحبل ، وهو العهد.
وقوله : (ذلِكَ) إشارة إلى الغضب ، وضرب الذلّة والمسكنة ، وباقي الآية تقدّم تفسير نظيره.
(لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
__________________
(١) أخرجه أبو داود (٢ / ٥٠٧) ، كتاب «الفتن» ، باب ما يرجى في القتل ، حديث (٤٢٧٨) ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : ثنا كثير بن هشام ، ثنا المسعودي ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى مرفوعا.
وسقط في السند عند المؤلف كثير ، والمسعودي ، وسعيد بن أبي بردة.
(٢) أخرجه أحمد (٦ / ٤٣١ ـ ٤٣٢) ، من حديث درة بنت أبي لهب.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٧ / ٢٦٦) : رواه أحمد والطبراني ، ورجالهما ثقات.