و (أَعْتَدْنا) معناه : يسّرناه وأحضرناه.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (١٩) وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (٢٠) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)(٢١)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ...) الآية : قال ابن عبّاس : كانوا في الجاهليّة ، إذا مات الرجل كان أولياؤه أحقّ بامرأته من أهلها ، إن شاءوا تزوّجها أحدهم ، وإن شاءوا زوّجوها من غيرهم ، وإن شاءوا منعوها الزّواج ، فنزلت الآية في ذلك (١).
وقال بعض المتأوّلين : معنى الآية : لا يحلّ لكم عضل النساء اللواتي أنتم أولياء لهنّ ، وإمساكهنّ دون تزويج ؛ حتى يمتن ، فتورث أموالهنّ.
قال ع (٢) : فعلى هذا القول : فالموروث مالها ، لا هي ؛ وروي نحو هذا عن ابن عبّاس (٣).
وقوله تعالى : (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ ...) الآية : قال ابن عبّاس وغيره : هي أيضا في أولئك الأولياء الذين كانوا يرثون المرأة ، لأنهم كانوا يتزوّجونها ؛ إذا كانت جميلة ، ويمسكونها حتّى تموت ؛ إذا كانت دميمة (٤) ؛ وقال نحوه الحسن ، وعكرمة ، وقال ابن عبّاس أيضا : هي في الأزواج في الرّجل يمسك المرأة ، ويسيء عشرتها ؛ حتى تفتدي منه ؛ فذلك لا يحلّ له (٥) ، وقال مثله قتادة (٦) ، وهو أقوى الأقوال ؛ ودليل ذلك : قوله : (إِلَّا أَنْ
__________________
(١) أخرجه الطبري (٣ / ٦٤٧) برقم (٨٨٧٠) ، وذكره البغوي (١ / ٤٠٨) ، وابن عطية في «المحرر الوجيز» (٢ / ٢٦) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٣٤)
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ٢٦)
(٣) أخرجه الطبري (٣ / ٦٤٧) برقم (٨٨٧٤) ، وذكره البغوي (١ / ٤٠٨) ، وابن عطية في «المحرر الوجيز» (٢ / ٢٦) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٣٤) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه الطبري (٣ / ٦٤٩) برقم (٨٨٨٣) ، وذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (٢ / ٢٧) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٣٤) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٥) ذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (٢ / ٢٧)
(٦) أخرجه الطبري (٣ / ٦٥٠) برقم (٨٨٨٦) ، وذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (٢ / ٢٧).