وتدبير المال لا غير (١) ؛ وهو قول ابن القاسم في مذهبنا.
وقال الحسن ، وقتادة : الرّشد في العقل والدين (٢) ؛ وهو رواية أيضا عن مالك.
وقوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا) : نهي منه سبحانه للأوصياء عن أكل أموال اليتامى بغير الواجب المباح لهم ، والإسراف : الإفراط في الفعل ، والسّرف : الخطأ في مواضع الإنفاق ، وبدارا : معناه : مبادرة كبرهم ، أي أنّ الوصيّ يستغنم مال محجوره ، وأن يكبروا : نصب ب «بدار» ، ويجوز أن يكون التقدير مخافة أن يكبروا.
وقوله تعالى : (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ) ، يقال : عفّ الرجل عن الشّيء ، واستعف ، إلا أمسك ، فأمر الغنيّ بالإمساك عن مال اليتيم ؛ وأباح الله للوصيّ الفقير أن يأكل من مال يتيمه بالمعروف.
واختلف العلماء في حدّ المعروف ، فقال ابن عبّاس وغيره : إنما يأكل الوصيّ بالمعروف ؛ إذا شرب من اللّبن ، وأكل من التّمر بما يهنأ الجرباء ، ويلطّ الحوض ، ويجدّ التمر ، وما أشبهه (٣) ، قلت : يقال للقطران : الهنا ؛ في لغة العرب ؛ كذا رأيته منصوصا عليه.
__________________
ـ وبأنه يليها الفعل ظاهرا أو مضمرا ، واحتجّ الخليل على عدم شرطيّتها بحصول ما بعدها ؛ ألا ترى أنك تقول : «أجيئك إذا احمرّ البسر» ، ولا تقول : «إن احمرّ».
قال الشيخ : «وكلامه يدل على أنها تكون ظرفا مجردا ليس فيها معنى الشرط ، وهو مخالف للنحويين ؛ فإنهم كالمجمعين على أنها ظرف فيها معنى الشرط غالبا ، وإن وجد في عبارة بعضهم ما ينفي كونها أداة شرط ، فإنما يعني أنها لا يجزم بها لا أنها لا تكون شرطا». وقدّر بعضهم مضافا قال : «تقديره : بلغوا حدّ النكاح أو وقته ، والظاهر أنه لا يحتاج إليه ؛ إذ المعنى : صلحوا للنكاح. والفاء في قوله : (فَإِنْ آنَسْتُمْ) جواب «إذا» ، وفي قوله : (فَادْفَعُوا) جواب «إن».
ينظر : «الدر المصون» (٢ / ٣١٢)
(١) أخرجه الطبري (٣ / ٥٩٤) برقم (٨٥٨٥) ، وذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (٢ / ١١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢١٤) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي. وذكره في (٢ / ٢١٥) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه الطبري (٣ / ٥٩٤) برقم (٨٥٨٣) عن قتادة ، وبرقم (٨٥٨٤) عن الحسن.
وذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (٢ / ١١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢١٥) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي عن الحسن.
(٣) ذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (٢ / ١١) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢١٦) ، وعزاه إلى عبد بن حميد ، والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس. وفي (٢ / ١١) ، وعزاه لمالك ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والنحاس في «ناسخه» عن القاسم بن محمد عن ابن عباس.