قول ابن عبّاس ، وهو قول الجمهور : «إنّ الجنّة أكبر من هذه المخلوقات المذكورة ، وهي ممتدّة على السّماء ؛ حيث شاء / الله تعالى ، وذلك لا ينكر ، فإن في حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ما السّموات السّبع والأرضون السّبع في الكرسيّ إلّا كدراهم ألقيت في فلاة من الأرض ، وما الكرسيّ في العرش إلّا كحلقة من حديد ألقيت في فلاة من الأرض» (١).
قال ع (٢) : فهذه مخلوقات أعظم بكثير جدّا من السموات والأرض ، وقدرة الله أعظم من ذلك كلّه ، قلت : قال الفخر : (٣) وفي الآية وجه ثان ؛ أنّ الجنّة التي عرضها مثل عرض السموات والأرض ، إنما تكون للرّجل الواحد ؛ لأن الإنسان يرغب فيما يكون ملكا له ، فلا بدّ أن تصير الجنّة المملوكة لكلّ أحد مقدارها هكذا. ا ه.
وقدرة الله تعالى أوسع ، وفضله أعظم ، وفي «صحيح مسلم» ، والترمذيّ ، من حديث المغيرة بن شعبة (٤) (رضي الله عنه) : «في سؤال موسى ربّه عن أدنى أهل الجنّة
__________________
ـ أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا.
وأخرجه البخاري (٦ / ٣٦٨) كتاب «بدء الخلق» ، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة ، حديث (٣٢٥٢) ، وأحمد (٢ / ٤٨٢) من طريق فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم (٤ / ٢١٧٥) كتاب «الجنة وصفة نعيمها» ، باب أن في الجنة شجرة ، حديث (٦ / ٢٨٢٦) ، والترمذي (٤ / ٥٧٩) كتاب «صفة الجنة» ، باب ما جاء في صفة شجر الجنة ، حديث (٢٥٢٣) ، وأحمد (٢ / ٤٥٢) ، والطبري في «تفسيره» (٢٧ / ١٨٣) ، وابن أبي داود في «البعث» (٦٧) ، وأبو نعيم في «صفة الجنة» (٤٠١). من طريق الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به.
وأخرجه ابن ماجة (٢ / ١٤٤٨) كتاب «الزهد» ، باب صفة الجنة ، حديث (٤٣٣٥) ، وأحمد (٢ / ٤٣٨) ، والدارمي (٢ / ٣٣٨) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وأخرجه الطيالسي (٢ / ٢٤٢ ـ منحة) رقم (٢٨٣٣) ، وأحمد (٢ / ٤٥٥ ، ٤٦٢) ، والدارمي (٢ / ٣٣٨) كتاب «الرقاق» ، باب في أشجار الجنة ، والطبري (٢٧ / ١٨٣) من طريق شعبة عن أبي الضحاك عن أبي هريرة به.
(١) تقدم تخريجه.
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (١ / ٥٠٨)
(٣) ينظر : «الفخر الرازي» (٩ / ٦)
(٤) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس .. أبو عبد الله. معروف ب «مغيرة الرأي».
قال ابن الأثير : أسلم عام الخندق ، وشهد «الحديبية» ، وله في صلحها كلام مع عروة بن مسعود .. وكان موصوفا بالدهاء ، قال الشعبي : دهاة العرب أربعة : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد. فأما معاوية فللأناة والحلم ، وأما عمرو فللمعضلات. وأما المغيرة فللمبادهة ، وأما زياد فللصغير والكبير. توفي ب «الكوفة» سنة (٥٠ ه). ـ