عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (٢٠) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٢) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (٢٣) حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (٢٤) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (٢٥) عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (٢٦) إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (٢٧) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (٢٨)) (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) [الجنّ : ٧٢ / ١٨ ـ ٢٨].
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : قالت الجنّ : يا رسول الله ، ائذن لنا ، فنشهد معك الصلوات في مسجدك ، فأنزل الله : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) (١٨). وقوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) معطوف على قوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ) وهو النوع الثالث من الموحى به ، على معنى : إن عبادتكم أيها الجنّ حيث كنتم مقبولة.
المعنى : لقد أوحي إلي أن المساجد مختصة بالله ، فلا تعبدوا فيها غير الله أحدا ، ولا تشركوا به فيها شيئا. والمساجد كما قال الحسن البصري أراد بها : كل مكان أو موضع سجد فيه ، سواء كان مخصوصا لذلك أو لم يكن ، إذ الأرض كلها مسجد لهذه الأمة. قال النبي صلىاللهعليهوسلم ـ فيما رواه البخاري ومسلم والنّسائي ـ عن جابر : «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا» كأنه تعالى قال : الأرض كلها مخلوقة لله تعالى ، فلا تسجدوا عليها لغير خالقها.
والنوع الرابع من جملة الموحى به : أنه لما قام عبد الله النّبي صلىاللهعليهوسلم يدعو الله ويعبده ،
__________________
(١) جماعات ، جمع لبدة.
(٢) لن ينفعني.
(٣) ملتجأ أو حرزا.
(٤) زمنا بعيدا.
(٥) يقيم ويبثّ.
(٦) حرّاسا وحفظة.