بمصابيح ، أي بكواكب أو نجوم ثوابت وسيارات ، تضيء كإضاءة السّراج ، وجعلنا بعض تلك الكواكب راجمات لرجم الشياطين ، وهيّأنا أو أعددنا للشياطين في الآخرة بعد الإحراق في الدنيا بالشهب المنقصة عذاب النار الملتهبة ، بسبب فسادهم وإفسادهم.
وهيأنا للذين كفروا بربّهم ، وكذبوا رسله ، عذاب نار جهنم ، وبئس المرجع وما يصيرون إليه ، وهو جهنم. ثم ذكر الله تعالى للنار أربع صفات وهي :
ـ إذا طرح الكفار في نار جهنم ، كما يطرح الحطب في النار العظيمة ، سمعوا لها صوتا منكرا كصوت الحمير أول نهيقها ، وهي أيضا تغلي بهم غليان المرجل.
ـ تكاد تلك النار ، أي تقترب أن تتقطع من شدة غيظها على الكفار. لكن أولاد الأنبياء والمؤمنين قبل البلوغ : هم في الجنة ، وكذلك أولاد المشركين بدليل هذه الآية المتضمنة مساءلة الخزنة.
ـ وكلما طرح فيها فوج ، أي جماعة من الكفار ، سألهم أعوانها وزبانيتها سؤال تقريع وتوبيخ : أما جاءكم في الدنيا رسول منذر ، ينذركم هذا اليوم ، ويخوّفكم منه؟ والآية تقتضي أنه لا يلقى فيها أحد إلا سئل على جهة التوبيخ عن النّذر.
فأجابهم الكفار : مقرين بأنهم جاءوهم وكذّبوهم ، قائلين : بلى جاءنا رسول من عند الله ربّنا ، فأنذرنا وخوّفنا ، لكنا كذبنا ذلك النذير ، وقلنا له : ما نزّل الله من شيء على لسانك ، ولم يوح إليك بشيء من أمور الغيب ، وأخبار الآخرة والشرائع المنزلة ، وما أنتم أيها الرّسل ، إلا في متاهة وانحراف عن الحق ، وبعد عن الصواب. وقوله : (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) يحتمل أن يكون من قول الملائكة للكفار ، ويحتمل أن يكون من كلام الكفار للنذر.
وأجابوا أيضا بأننا نلوم أنفسنا ، فلو كنا نسمع ما أنزل الله من الحق سماع